ما بين الأخطاء الطبّية تارةً وعدم قدرة المواطنين على تأمين نفقات الإستشفاء تارةً أخرى، يفقد الناس أرواحهم وتتلَوى أرواح الأمهات على فلذات أكبادهن، فيما ينتظر البعض الآخر معجزةً إلهية تشفيه من مرضه أو رحمةً من معنيّين يؤمّنون له العلاج ليكمل حياته بين أهله وينتصر على مرضه.
 

لم تكمل نانسي الشّل إبنة الثمانية عشرة عاماً (مواليد 1999) عامها الدراسي بعدما تدهورت حالها الصحية لتصبح طريحة الفراش، نتيجة غسيل الكلى شبه اليومي وضعف عضلة القلب وتلف الكبد، إضافة إلى تأخّر النموّ وترقّق العظم جراء تراكمات طبّية بدأت معها منذ عمر الثالثة عشرة.

إفتقدها مقعدها الدراسي حيث كان من المفترض أن تنال شهادتها، وفقدها رفاقها وأساتذتها، الذين ناصروها عبر وسائل التواصل الإجتماعي فكانت قضيّتها كالنار في الهشيم، تفاعل معها جميع المحبين والمؤمنين بعدالة السماء التي تفترض عودتها إلى أهلها سالمة، وتضامنت معها الجمعيات والمؤسسات لكن بلا جدوى.

يشرح ناجي الشّل والد نانسي وهي الإبنة البِكر، إضافة الى ثلاثة أخوة (فتاة وطفلان) عن حالها الصحية، ويقول لـ»الجمهورية» إنّ القصة بدأت في عمر الـ13 حيث شكت من وجع في الكلى، فقصد الأهل الطبيب الذي أخضعها للفحوص اللازمة ليتبيّن وجود بحص في الكلى فاعتمد خيار التفتيت، وبدأت عمليات التفتيت بـ18 جلسة على مدى سنتين، لتسوء حالها أكثر، وعند مراجعة الطبيب وإجراء فحوص مرة أخرى تبيّن أنّ الكلى صغرت إلى حدٍّ لم تعد تعمل بنحو منتظم، وذلك لأنّ الليزر وخلال عملية التفتيت أدّى إلى ضرب الكلى، وكذلك ترسبات البحص المتفتّت التي كان يفترض أن تخرج بقيت داخل الجسم وإمتصتها الكلى ما أحدث ردة فعل عكسية.

ونتيجة ذلك بدأت نانسي مشوارَها العلاجي الثاني بغسيل الكلى وكل ذلك على نفقة وزارة الصحة فيما يدفع والدها فارق التكلفة الصحّية، ومع الغسيل بدأ وضع نانسي يزداد سوءاً حتى باتت تغسل مرتين يومياً.

ويضيف الأب أنه منذ شهر ساءت حالتها كثيراً بسبب ضعف في عضلة القلب وحصول ترقّق في العظم وتأخّر في النموّ وتلف في الكبد نتيجة إنتشار «الأوكسيليا» في جسمها.

تحتاج نانسي اليوم إلى عملية زرع كلية، ستقوم والدتها بالتبرع بها إذا تطابقت فحوص الدم والأنسجة، وتحتاج أيضاً إلى عملية زرع كبد بعد شهر من العملية الأولى سيتم تأمينه من مراكز وهب الأعضاء في لبنان أو من دول الخارج، في حين تبلغ تكلفة العملية الإجمالية 600 الف يورو.

يناشد والد نانسي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني مساعدة إبنته لأنّ الطبيب المعالج أعطاهم مهلة شهر وإلّا سيفقدون بعدها إبنتهم وهو غير قادر على تأمين التكلفة، وأضاف أنه إذا لم يتم التجاوب والمساعدة سيأخذ إبنته ويضعها في مبنى وزارة الصحة ويغادر بعدما أصبحت غير قادرة على المشي.