اشار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى اننا ننتظر بفارغ الصبر اتفاق القوى السياسية على قانون جديد للانتخابات، المهل الدستورية تضغط بقوة، وطالما أن هناك وعي جدي عند القوى السياسية علينا ان نتفاءل بالوصول إلى قانون انتخابي عتيد.
وخلال افتتاح القرية الرمضانية على أرض دار الفتوى في فردان بدعوة من جمعية بيروتيات التابعة لمجموعة مخزومي، اوضح ان لبنان ينهض بجناحيه الإسلامي والمسيحي، نحن من الداعين إلى العيش الواحد في هذا البلد المتعدد والمتنوع. الاختلاف الديني امر حاصل، ولكن هذا الاختلاف لا يمكن أن يفسد فقه عيشنا الواحد في بلد نطمح أن يكون بلد المواطنة والدولة الوطنية القوية العادلة، ارتضينا أن نعيش سويا في هذا الوطن الحبيب لبنان، وواجبنا جميعا أن نتماسك بالأيدي للنهوض بهذا الوطن والمحافظة على العيش الواحد فيه، انطلاقا من حرصنا على أن يكون هذا البلد امنا مستقرا حرا مستقلا لأبنائنا وأحفادنا، لا نريد أن يتربى أولادنا وأحفادنا في المهجر وفي دول الاغتراب أبدا، نريد أن يكونوا أقوياء متجذرين بارضهم وعلينا جميعا وعلى الدولة أيضا أن تتيح فرص العمل لهم من اجل المساهمة في الإنماء والنهوض بلبنان.
وتابع قائلا: من غير المسموح في لبنان، وفي عهد بانطلاقته الجديدة ان يكون هناك مظلوم في السجون اللبنانية، طالبنا كثيرا بتسريع المحاكمات بالنسبة للموقوفين الإسلاميين، واليوم هناك مطالبة وبإلحاح بإقرار قانون للعفو العام، نحن في دار الفتوى، كنّا نعمل بصمت وحكمة على ملف الموقوفين الإسلاميين، ولكن آن الاوان لان نقول، لا يمكن أن يستمر الظلم على بعض الموقوفين الإسلاميين، وان يسجنوا ويتم توقيفهم سنوات طويلة بدون محاكمة، في لبنان بلد القضاء والعدالة أن يكون مثل هذا الأمر، هذا الأمر غير مقبول.
أما بالنسبة للعفو العام، نطالب أن يكون هناك قانون للعفو العام، شامل لكل القضايا، ولا يجوز أن يكون فيه استثناء لموقوف دون موقوف أخر، ولا لمحكوم دون محكوم أخر، العفو العام هو أن تكون السجون في لبنان فارغة من المسجونين. ومن على هذا المنبر أقول للموقوفين الإسلاميين، نحن لم ولن نتخلى أبدا عن مظلومية الكثيرين منكم؛ ولا يجوز أن يبقى في السجون متهم لم تتم محاكمته لإثبات إدانته، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته. نحن مع العدالة والقضاء العادل في لبنان، ومع الدولة دولة القانون والعدالة لإنصاف المظلومين في السجون اللبنانية، وأتوجه إلى المضربين عن الطعام بالقول رسالتكم وصلت إلينا والى المسؤولين اللبنانيين بقوة، والعمل جار على نار حامية من اجل إقرار قانون للعفو العام عنكم، وأطالبكم بحكم موقعي أن تحولوا إضرابكم عن الطعام إلى صيام شرعي مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
بعد ذلك قدم المفتي دريان والمهندس مخزومي دروعا تكريمية لكل من جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، ودار الأيتام الإسلامية، ودار العجزة الإسلامية، ومؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية، والمركز الإسلامي عائشة بكار، وجمعية العناية بالأم والطفل، وجمعية البر والإحسان الخيرية، والكشاف المسلم، لعملهم في خدمة المجتمع ولجهودكم الخيرة لأكثر من خمسين عاما. وتخلل الحفل تواشيح دينية من وحي المناسبة.