صفقات الفساد تفوح رائحتها من الحكومة اللبنانية
 

 بعد سيل الانتقادات ودفق المخالفات والتجاوزات القانونية والاجرائية والدستورية التي ساقها وزير الاتصالات السابق الشيخ بطرس حرب بحق وزير الاتصالات الحالي جمال الجراح (وأسأل بها خبيرا) ،والتي تتعلق بتلزيم شركة مُعيّنة بإستخدام المرفق العام لوزارة الاتصالات بعشرات ملايين الدولارات، يكون الوزير الجراح قد إلتحق بصفّ وزير الطاقة وبواخره الكهربائية، من حيث الهدر والسمسرة ونهب المال العام، وإستباحة خزينة الدولة، وتجاوز الصلاحيات والقفز فوق مؤسسات الرقابة، فضلاً عن إحتقار الرأي العام والإضرار بالمصلحة العامة، واعتبار المناصب فرصة مناسبة للاثراء الفاحش وصرف النفوذ.

إقرأ أيضا : العودة للستين أو قانون ميقاتي!

أولاً: الجراح ورئيس الحكومة

الجراح محسوب على رئيس الحكومة سعد الحريري، وهو عضوٌ فاعل في تيار المستقبل وكتلته النيابية، وللأسف الشديد، باتت ذمّة رئيس الحكومة المالية في ميزان الفساد والرشاوى، حتى قيل وأُشيع أنّه إنّما يبغي ترميم وضعه المالي المتفاقم في أغنى دولة نفطية بحُطام وفُتات الدولة اللبنانية الرازحة تحت عبء مديونية ضخمة وأزمات مالية متلاحقة، لا سيّما أنّه سبق لرئيس الحكومة أن أثار حوله شبهة محاصصة في صفقة الكهرباء "المأزومة"،وها هي اليوم تبرز للعلن "فضائح" الاتصالات، وإذا ثبُت ذلك، يكون الجراح إنّما يحاول تضميد جروح رئيس الحكومة المالية، والتي يعتبرها البعض "مُستعصية" الشفاء، إلاّ أنّه (أي الجراح) أعمل مبضعه في لحم الخزينة الحي، أي لحم المواطنين.

إقرأ أيضا : عقاب صقر: هكذا أصبت مع بندر بن سلطان قرب الحدود السورية

ثانيا : توالي الصفقات

لم تنته فصول صفقة أبي خليل الكهربائية بعد، فقد وعد البعض بالتصدّي لها حتى النهاية، وفرض تحدّياً واضحاً بصعوبة مرورها (الجميل من جهة ونائب رئيس الحكومة من جهة أخرى)، إلاّ أنّ وزير الوصاية (جبران باسيل) على وزير الطاقة الأصيل (أبي خليل) أكّد في تحدٍّ صارخ أنّها ستمرّ رغم أنف المعارضين والمُشكّكين وسارقي أموال الهيكل ،قبل أن يدخله باسيل مُظفّراً.

إقرأ أيضا : وضع مصرف لبنان والخزينة... سُنن عمر بن الخطاب والحريري
وكما قال رئيس الحكومة للمواطنين في موضوع الكهرباء: ستدفعون، نعم، سندفع، وبالتي هي أحسن،وستقبضون، كان البدوي قد مرّ في السوق فرأى الناس يلحنون (في إعراب الكلمات) ويربحون ،فقال: يا سبحان الله، يلحنون ويربحون، ولسانُ حالنا يقول: يا سبحان الله يسرقون ويربحون.