كثرت في الفترة الأخيرة، حالات الإنتحار في لبنان، التي غالبًا ما تتحوّل إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام على كافة أنواعها.
إنها أزمة تهدد المجتمع اللبناني، ذلك أن معدل الإنتحار في إرتفاع دائم، حيث ارتفع من حالة إنتحار واحدة كل ثلاثة أيام في عام 2014، إلى حالة كل يومين ونصف اليوم في عام 2016، وتخوف كبير من تزايد هذه النسبة في العام 2017 الحالي.
الأسباب: 
إنّ الإنتحار غالبًا ما ينتج عن مرض نفسي وتحديدًا عن يأس، إذ يُخيّل للمريض بأنّ مشكلته هي الأكبر في العالم، ولا يمكن التعايش معها.. كالوقوع بأزمة مادّية وتراكم الديون عليه، ولا أمل لديه في تأمين المبلغ، وقد تُغلق جميع الأبواب أمامه ليُقرّر أحياناً كثيرة الانتحار، مرددًا لنفسه: وجودي وعدم وجودي ما عاد يؤثّر في المحيط. وأحيانًا، قد يواجه المرء صدمة يعجز عن مواجهتها، صدمة عاطفية مثلاً ، أو إنفصالًا أو خسارة أحد المقرّبين منه، ولا ننسى مقولة ومِن الحب ما قتل التي قد تقود إلى الإنتحار. 

إقرأ أيضًا: الإغتصاب ظاهرة تهدد أطفالنا.. من يحميهم؟
وبما أن قصص الإنتحار في لبنان كثيرة، نعرض عليكم بعض هذه القصص المأساوية: 
في 8 آذار 2016 أقدم الشاب أحمد منير عبدالله، (مواليد1981) وهو بلدة شحيم في إقليم الخروب، على الإنتحار بإطلاق النار على نفسه من بندقية صيد في منزله، ورجحت المصادر سبب الإنتحار إلى خلافات زوجية.
وفي 30 آب 2016 قررت نورهان حمود ( 23 عامًا )، أن تضع حدًا لحياتها حيث أقدمت على رمي نفسها من الطابق الثامن في "منطقة الصنايع".
وفي 17 كانون الثاني 2017 فاجعة هزّت منطقة غادير، بعدما أنهت الشابة ن.ل. حياتها متناولةً مادة سامة، وتركت رسالة جاء فيها:" أنا الموقعة أدناه ن. و. ل، أنا قررت أوضع حد لحياتي، ما حدا خصو، انا تعبت من كل شي، ما بدي شي الّا زياد ينتبه على الأولاد.."، وأضافت: "أنا تعبت تعبت تعبت.. يلي بيقرا الورقة يتصل بزياد"، (وهو زوجها وأب أولادها) تاركة رقم هاتفه، وأوصت ن. بأن يتم دفنها هناك في مسقط رأسها وختمت: "زياد انتبه عالأولاد.. دفنوني بجورة الترمس مش بغادير".
وفي 5 آيار 2017 أقدم الشاب إياد نبيل أبو علي ( 21 عامًا ) على الإنتحار عبر إطلاق النار على رأسه بواسطة بندقية، وأنهى حياته داخل منزل والده المؤهل أوّل في قوى الأمن نبيل أبو علي، والجدير بالذكر أنّ الشاب كان يدرس الهندسة المدنية، وهو في سنته الدراسية الثالثة، وعضو مجلس الطلاب في جامعة رفيق الحريري.
وفي 9 آيار فُجعت بلدة مزرعة الشوف بحادثة وفاة الشاب ماجد أبو كروم التي ما تزال حيثياتها غامضة، وفي المعلومات إن ماجد أقدم على إطلاق النار على صدره بواسطة بندقية صيد داخل منزل والده، وعلى الفور نُقل إلى المستشفى حيث ما لبث أن فارق الحياة.
وفي 10 آيار 2017 أقدم يحيى الهبري ابن الـ18 عامًا على إنهاء حياته بطلقة نارية تاركًا وراءه أهلًا مفجوعين وأقارب وأحباء في هول الصدمة، وبحسب المعلومات إن الهبري كان معروف بتهوره الدائم وعدم وعيه الكامل، يمضي بعضًا من وقته بين السهر و"التشفيط" ما خلق له مشاكل عدة مع ذويه.
وقبل يومين على حادثة يحيى أقدمت فتاة من منطقة "راشيا" على قطع شرايين يدها في محاولة منها أيضًا للإنتحار، إلا أن العناية الإلهية أنقذتها، وقد تم نلقها إلى المُستشفى حيث خضعت للعلاج اللازم.

إقرأ أيضًا: الموت المجاني والسلاح.. هل يتحول المجتمع اللبناني إلى مجتمع مجرم ؟
اليأس ليس خيارًا، والإستمرار في الحياة ليس أقل صعوبةً، كان يمكن لـ "نضال البقاء" أن يكون أقل قسوةً، لكننا لا نتيح ذلك، فالمساحات الصحيّة في الهواء والنقاش تلوثّت بعنفنا، الفوقيّات والسخرية تنتشي على إيقاع إنعدام الجدوى، فلنكن واقعيين، إنّ مداخل الأمل إلينا راهنًا ضيّقة.