نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، تقريرا حول الإجراءات التي تتخذها واشنطن في سوريا، والتي "لها تأثير كبير على مجريات الأوضاع في المنطقة"، وخاصة في ظل انتشار أنباء حول إنشاء تحالف أمريكي-أردني-بريطاني.

ونقلت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" عن خبراء قولهم إن روسيا عالقة في الحرب السورية، ولا تجد لنفسها سبيلا للخروج منها. وبالتالي؛ فإن الوضع الراهن في سوريا لا يخدم مصالح كل من دمشق وموسكو، كما أنه يزيد من حجم التحديات التي من شأنها أن تواجه هذين الحليفين.

وتابعت الصحيفة: "في المقابل؛ تمكنت القوات العسكرية الأمريكية إلى جانب حلفائها من التأثير في الوضع في سوريا، ومن تنفيذ بعض القرارات الحاسمة التي تبرز مكانتها".

وأكدت أن الوضع في سوريا يكشف بوضوح عن وضع القوات الروسية في المنطقة، والتي أثبتت مهارة عالية وكفاءة دفاعية عسكرية متميزة في العديد من المناسبات رغم صعوبة الحرب، في وقت لا يرتقي فيه جيش النظام السوري إلى المستوى المطلوب، رغم الجهود الذي بذلها الخبراء الروس في محاولة تدريب السوريين وتلقينهم العديد من المهارات العسكرية. ووفقا لبعض الخبراء؛ فإن الجيش السوري يفتقر للانضباط والقدرة على السيطرة على الوضع، مما يعني أنه غير قادر على إحراز تقدم أكبر.

من وجهة نظر أخرى؛ أوضحت الصحيفة أن الجيش السوري أمام مرحلة جديدة، وأن كل ما يقال حول إنهاكه وضعف قدراته في الفترة الأخيرة؛ هو أمر طبيعي، وخاصة بعد مرور ست سنوات من الحرب. بالإضافة إلى ذلك؛ لا يمكن تجاهل الدروس التي تعلمها السوريون من خلال هذه الحرب بفضل الدورين الروسي والإيراني، وخاصة خلال المرحلة الأخيرة.

وأكدت أنه في السادس من أيار/مايو؛ انطلق العمل بمذكرة مناطق وقف التصعيد التي وقعتها كل من روسيا وإيران وتركيا خلال محادثات أستانا الأخيرة، والتي تنص على إنشاء أربع مناطق آمنة في سوريا. لكن بعد مرور أسبوع فقط على بدء العمل بالمذكرة؛ بدأت الصعوبات والعراقيل تظهر للعيان، حيث لاحظ كثير من الخبراء أن هذه المناطق ستواجه العديد من العقبات والتوترات والتجاوزات في المستقبل القريب.

وفي سياق متصل؛ أكدت "إسرائيل" أن عمل طائراتها لا يخضع لبنود مذكرة المناطق الآمنة في سوريا، وبالتالي ستستمر الطائرات الإسرائيلية في العمل. وفي الوقت نفسه؛ أشادت "إسرائيل" بإقامة منطقة آمنة في الجزء الجنوبي من سوريا، وهي الأراضي المتاخمة للحدود الإسرائيلية والأردنية.

وأضافت الصحيفة أن العديد من المواقع الإخبارية أفادت بوجود معلومات حول سير تدريبات عسكرية في الأردن بالقرب من الحدود السورية، ومن المتوقع أن تشارك القوات الأردنية حلفاءها البريطانيين والأمريكيين، وتبدأ في الاستعداد لغزو الأراضي السورية من محافظة درعا التابعة للمناطق الآمنة. ووفقا لآراء الخبراء؛ فإن هذا التدخل العسكري المشترك، الذي سيضع كلا من الحليفين موسكو ودمشق أمام تحد جديد وصعب؛ سيتم تبريره بتعلة محاولة حماية الأراضي الأردنية من خطر "الإرهاب" المتاخم لحدودها. 

وقالت إنه على الرغم من أن كل ما ذكر آنفا يبقى مجرد تكهنات وتوقعات، إلا أن روسيا تعتقد أن هذه التوقعات ستصبح حقيقة، وتعتبر أن مثل هذا المخطط المشترك بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة؛ سيتحقق على أرض الواقع، لافتة إلى أن النوايا الخفية لواشنطن تعد من العلامات التي تشير إلى احتمال تنظيم مثل هذا "الغزو" على الأراضي السورية.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة أكدت على أنها غير راضية عن المبادرة الروسية الجديدة المتعلقة بإنشاء مناطق آمنة في سوريا، وستعمل على اتخاذ بعض الخطوات التي من شأنها أن تُفشل هذه المبادرة، وذلك حتى تظهر روسيا غير قادرة على الوفاء بوعودها، مشيرة إلى أن الهجوم واشنطن الصاروخي على قاعدة الشعيرات الجوية، وتكثيف النشاط العسكري، فضلا عن الدعم الذي تقدمه للأكراد السوريين؛ يعد من أبرز الدلائل على نية الولايات المتحدة الجدية في مواصلة القتال، والمنافسة مع كل من موسكو ودمشق وطهران، من أجل سوريا.

 

 

صابرين زهو