هل تستجيب الحكومة اللبنانية لمطالب المجتمع الدولي وتنزع سلاح حزب الله ؟
 

في التقرير نصف السنوي الخامس والعشرين الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأسبوع الماضي إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن تنفيذ القرار رقم 1559 للعام 2004 المتعلق بنزع سلاح الميليشيات اللبنانية دعوة صريحة إلى الحكومة اللبنانية وإلى كافة الأجهزة الأمنية وخصوصا الجيش اللبناني إلى إتخاذ التدابير اللازمة لمنع حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى بالبلاد من الحصول على أسلحة وبناء قدرات عسكرية خارج نطاق سلطة الدولة لأن ذلك يعتبر إنتهاكا للقرارات الدولية. 

إقرأ أيضا : تدخل حزب الله في سوريا أساء لحسن نصر الله !
مراقبون دوليون رأوا في هذا التقرير تعبيرا عن مزاج دولي بدأ بالتبلور ويميل إلى إعتماد سياسة حاسمة مع ظواهر التنظيمات والميليشيات المسلحة في المنطقة وخصوصا تلك المكونات العسكرية التابعة لإيران ويأتي على رأسها حزب الله اللبناني. 
وطالب غوتيريس في تقريره دول المنطقة التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع حزب الله أن تشجعه على التحول من ميليشيا مسلحة إلى حزب سياسي صرف وعلى نزع سلاحه وتفكيك منظومته العسكرية. 
مصادر دبلوماسية غربية أكدت على أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة جاء متوافقا مع الرؤية الأميركية التي تقارب بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسألة التعامل مع الملف الإيراني. 
وفي ظل هذا المناخ الدولي جاء إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الخميس الماضي عن تفكيك مواقع قوات حزب الله العسكرية على الحدود الشرقية اللبنانية المحاذية لسوريا وتسليم هذه المواقع إلى الجيش اللبناني. 
ومن جهتها إعتبرت أوساط سياسية لبنانية مطلعة إعلان السيد حسن نصرالله عن تسليم هذه المواقع للدولة اللبنانية يشكل تبدلا في المهمات الموكولة لحزب الله في الحرب السورية وإعادة تموضع لقواته على الأراضي السورية وبالتالي فإن مهمة الحزب الحالية والمقبلة ستتركز حول حماية النفوذ الإيراني داخل سوريا والتي تستهدفه السياسة الأميركية الجديدة. 

إقرأ أيضا : استثمارات حزب الله لخرق الاتصالات: ضد المحكمة الدولية؟
وليس بعيدا عن هذه الأجواء يتم التحضير لزيارتي الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كل من المملكة العربية السعودية وإسرائيل. 
فزيارته إلى الرياض المتوقعة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري تأتي تحت عنوان المواجهة مع إيران للحد من نفوذها في المنطقة وكان الرئيس الأميركي قد طلب ذلك صراحة من موسكو خلال لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي في البيت الأبيض. 

إقرأ أيضا : هدنة حزب الله
وتأتي زيارة ترامب في وقت تقترب الحرب مع داعش من نهاياتها في العراق وسوريا سيما وأن هناك سباق بين الحشد العشائري الذي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية والحشد الشعبي الذي تدعمه إيران للإمساك بالأرض بعد القضاء على داعش وخصوصا في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا. 
وقد حسمت واشنطن خياراتها بإعتماد أكراد سوريا كقوة عسكرية مسلحة لملء الفراغ مكان داعش في الرقة وكذلك فإن أميركا تجهز قوة من العشائر السورية وبقايا الجيش الحر للتمركز في مثلث الحدود الأردنية السورية العراقية للإنطلاق من هناك نحو البادية السورية على طول الحدود مع العراق. 

إقرأ أيضا : حزب الله إلى دير الزور: شريك في مواجهة الارهاب
وعليه يبدو واضحا أنه ابتداءا من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة مرورا بإعلان الأمين العام لحزب الله وبالتطورات الميدانية في مثلث الحدود الأردنية السورية العراقية وصولا إلى زيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية وما قد يترتب عليها من تداعيات تستهدف الوجود الإيراني في دول المنطقة كلها محطات لا يمكن الفصل بينها  وتصب في إعادة صياغة التوازنات العسكرية في اللعبة الإقليمية وفق الرؤية الأميركية الجديدة للواقع الإقليمي  وما يترتب على ذلك من تحجيم لدور حزب الله وإضعاف قدراته العسكرية  سيما وأن واشنطن ومن خلال تسريعها بإرسال شحنات الأسلحة للجيش اللبناني تعول على مواقف صارمة للحكومة اللبنانية ضد تحرك حزب الله خارج خططها ومشروعها لا سيما في مسألة التدخل في سوريا ولإمساك الدولة اللبنانية بالملف الأمني بقوة والتفكير جديا في وضع بند أسلحة حزب الله على رأس أولوياتها.