ضغوطات أميركية غير مسبوقة على حزب الله ماليًا وسياسيًا، هل تنجح الولايات المتحدة في التضييق على حزب الله؟
 

وإن كان الدخول الأميركي على خط الأزمة السورية يبدو بطيئًا مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إلا أن المعطيات الميدانية تؤكد على أن هناك توجهًا فعليًا للإدارة الأميركية للإمساك عسكريًا بالحدود الأردنية - السورية والعراقية - السورية لقطع الطريق على الإمدادات العسكرية واللوجستية التي تأتي من إيران إلى حزب الله ولمنع إيران من تشكيل حزام أمني في تلك المنطقة سبق للأردن وإن حذر منه وبالتالي منع حزب الله من تشكيل خلايا عسكرية سرية في منطقة الجولان المحاذية لإسرائيل وتعاظم دوره في سوريا. 
وتم الكشف مؤخرًا عن إجتماع موسع عقدته وزارة المالية الأميركية وضم ممثلين عن مجموعة الدول الأعضاء في مجموعة التنسيق الأمني الدولية ويهدف هذا الإجتماع الذي يأتي في سياق حراك أميركي واسع للتوصل إلى خلق آلية ضغط دولية فاعلة وقادرة على ضرب كل سبل تمويل حزب الله. 

إقرأ أيضًا: خيارات المواطن في ظل الفلتان الأمني
وفي موازاة ذلك فقد قام فريق من الضباط الأردنيين وآخرون من جنسيات مختلفة بإستكشاف المنطقة الحدودية الأردنية الشمالية المحاذية للأراضي السورية بطول يمتد لعشرات الكيلومترات التي تربط المعابر بين سوريا والأردن وصولاً إلى مثلث الحدود الأردنية - السورية - العراقية في إطار الإستعدادات الجارية للقيام بمناورات عسكرية ميدانية أطلق عليها "مناورات الأسد المتأهب" والتي يتولى تنفيذها الجيش الأردني في هذه المناطق مع عدد كبير من الجيوش من بلدان صديقة وحليفة عربية وغربية من ثمانية عشر دولة على رأسهم الولايات المتحدة الأميركية. 
وهذه المناورات العسكرية يواظب الجيش الأردني على إقامتها سنويًا مع الجيوش الحليفة منذ العام 2011 وتمتد من شهر آذار إلى شهر تموز من كل عام. 
لكن اللافت وكما يقول خبراء عسكريون أن مناورة هذا العام تختلف عما سبقها من المناورات التي يواظب المشاركون فيها بلا إنقطاع أنه أضيف إلى سلسلة الأهداف المحددة في أمر العمليات الصادر عن قيادة الجيش الأردني وقيادة المنطقة الوسطى الأميركية هدفًا بارزًا وضع تحت عنوان "الاستجابة السريعة لمكافحة الإرهاب ومواجهة أزمة النازحين واللاجئين المدنيين". 
ويعتبر الخبراء العسكريون أن ما يجري في الشمال الأردني من تحركات عسكرية ومناورات ميدانية هو رد أميركي مباشر على رفض القيادة في موسكو بأي خطوة استجابة للمطالب الأميركية الداعية إلى تحجيم دور إيران والمنظمات والميليشيات التابعة لها في سوريا وسحبها من الميدان السوري إلى العراق ولبنان وأفغانستان وإيران، وهذا يعني عمليًا وضع الطريق الذي يصل بيروت بطهران مرورًا بدمشق وبغداد تحت أنظار القوات الأميركية المشاركة في هذه المناورات مع غيرها من باقي الجيوش بإعتبار أن الامدادات الإيرانية لحزب الله تأتي عن هذا الطريق. 

إقرأ أيضًا: قانون الستين أو الحائط المسدود
وفي السياق عينه فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخلال إجتماعه الأول مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ أيام قليلة في واشنطن شدد على ضرورة أن تكبح موسكو نظام بشار الأسد وإيران والميليشيات التابعة لها. 
وفي جانب آخر أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الكردية السيطرة على كامل مدينة الطبقة والسد القريب منها وأطلقت الحملة الرابعة للسيطرة على الرقة غداة إعلان واشنطن عزمها على تسليحها. 
وقال متحدث عسكري أميركي أن بلاده ستبدأ سريعا بتسليم شحنات أسلحة إلى مقاتلين اكراد في سوريا. 
وتشير بعض المصادر إلى أن الرؤية الأميركية إلى الواقع السوري تقوم على ضرورة تلازم الحرب على داعش والقضاء عليها وضرب حزب الله وتقليص دوره الذي يتجاوز تهديده إسرائيل إلى المنطقة بأكملها.
وقد يلجأ حزب الله لمواجهة الحصار المالي إلى خلق نوع من الخوف من إنهيار الوضع الإقتصادي اللبناني بغية إجبار كافة القوى السياسية على الدفاع عنه منعًا لإنهيار الاقتصاد، إضافة إلى زيادة موارده بطرق غير شرعية من المرافق العامة للدولة وحرمان الخزينة اللبنانية منها. 
وبالتالي قد يعمد حزب الله إلى التلويح بالحرب ضد إسرائيل من خلال بعض العمليات المحدودة. 
وعليه فكافة المعطيات تشير إلى أن الإدارة الأميركية جادة في حملتها ضد حزب الله في المنطقة ولن تتوقف قبل شل قدرته على التحرك.