يُنتج النظام الطائفي السياسي اللبناني أنواع لا تُحصى من الموبقات والترهات والأباطيل
 
 
 كان المشترع اللبناني قد أعطى ميزة إضافية للمسيحيين فيما يتعلق بعدد أعضاء مجلس النواب، فكانت نسبة المسلمين خمسة مقابل ستة من المسيحيين، لذا كان عدد أعضاء المجلس يقبل دائما القسمة على الرقم ١١، فتدرّج العدد من أربع وأربعين إلى خمسة وخمسين، فستة وستين، حتى بلغ تسعة وتسعين عام ١٩٧٤، حتى أقرّت وثيقة الطائف المساواة العددية بين الطائفتين.
 
 
 
أولاً: الإنحطاط السياسي
 
يُنتج النظام الطائفي السياسي اللبناني أنواع لا تُحصى من الموبقات والترهات والأباطيل، وهذا يُرسّخ الانحطاط السياسي، ومن أبرز مظاهر هذا الإنحطاط شكوى قوى سياسية مسيحية (يمثلها هذه الأيام الوزير باسيل)، تذهب إلى أنّ التمثيل الطائفي مُختلّ لصالح المسلمين، فبعض النواب المسيحيين، لا يدخلون البرلمان بأصوات مسيحية، هكذا، مما ينزع عنهم صفة التمثيل الطائفي "المسيحي"، وهم بذلك يتحولّون من نواب كاملي الخلقة إلى نواب ""مسوخ" ، ذلك أنّ المسخ في اللغة :تحويل صورة إلى صورة أقبح منها، والمسخ من الناس: الذي لا ملاحة له، ومن اللحم : الذي لا طعم له، ومن الطعام: الذي لا ملح له ولا طعم ولا لون. أمّا في التراث الديني فالخنازير "قومٌ من بني إسرائيل كانوا قد إعتدوا في السبت" كما يذهب ابن كثير في تفسيره، والمسخ لم يقتصر على الخنازير عند الفقيه القمي ، فالله كان قد مسخ عدداً من المسوخات منها: الفيل والدب والأرنب والعقرب والقرد والخنزير والعنكبوت وقائمة طويلة، فالفيل "مُسخ لأنّه كان ملكاً زنّاءً لوطياً"، والدب مسخ لأنّه كان رجلاً ديّوثاً ، والأرنب لأنّها: كانت إمرأة تخون زوجها، والعقرب لأنّه: كان رجلاً نمّاماً، والزنبور لأنّه :كان لحّاماً يسرق في الميزان. وهكذا قس على سائر المسوخات.
 
ثانياً: مسوخات النواب لا تقتصر على المسيحيين
 
المتداول أنّ معظم النواب "المسوخ" هم مسيحيّين، لكن قد تجد درزياً قد مُسخ في قضاء مرجعيون- حاصبيا، أو شيعياً في كسروان أو بيروت  أو سُنّياً في الشوف أو مرجعيون أو بعلبك، ومع ذلك قد تجد بعض النواب المسيحيين ممّن مُسخوا لهم قامات عالية في البرلمان، سنقتصر على نائب القوات ونائب الكتائب ونائب المستقبل في حاضنة الزعيم جنبلاط في الشوف.
 
ثالثاً: نصيحة لنواب المجلس القادم
 
وقاكم أيها المرشّحون الواعدون شر المسخ، فليُحاذر أحدكم أن يكون كالفيل ملكاً زناءً ، أو ديوثاً أو لحاماً يسرق في الميزان، فلا كانت النيابة ولا إسمها ولا رسمها إذا كانت تجرُّ على الحُرّ الكريم الإمتهان والهوان، لا سيّما أنّها قد تمسّ قُدس الأقداس: التمثيل المسيحي الكامل والصافي.