جدول مليء بالحصص، تستغرق كل حصة منها ثلاث ساعات، قد يحضر الأستاذ وقد يغيب وقد يلتهي عن الطلاب بفنجان القهوة أو بحديث جانبي مع الطلاب، إنها الجامعة اللبنانية التي لطالما كانت الخيار الأنسب لأصحاب الطبقة المتوسطة وللشباب الذين يعملون لإعالة أنفسهم في ظل الظروف القاهرة، خاصة أن لا مواد تطبيقية في الجامعة اللبنانية إنما تعتمد على النظرية والتلقين فقط.

إقرأ أيضًا: تمييز بلدية الحدث قديم العهد.. والليلكي ضحيّة التمييز الطائفي والإنمائي

تضارب في نظام الحصص حال دون تقديم "سينتيا" (إسم مستعار) لإحدى المادتين اللتين تحملهما، كونهما يتم تقديمهما بنفس الوقت من قبل أستاذين مختلفين، عمل في النهار بإحدى المطاعم منع "أحمد" (إسم مستعار) من عدم حضور بعض مواده بنسبة 50 بالمئة، وإن أردنا ذكر كل المآسي التي يعانيها طلاب الجامعة اللبنانية لما انتهينا.

مجزرة بحق 420 طالبًا في كلية الإعلام /الأونيسكو، جار الزمن على أوضاعهم الإجتماعية والإقتصادية فطلبوا العلم في جامعة أقفلت أبوابها لأن الأساتذة نسّقوا جداولهم بما يتوافق مع أهوائهم وتجاهلوا طلابًا لا حيل لهم إلا العمل لأجل دفع قسط قد يبدو للبعض أنه "بسيط" لكنه للكثيرين مبلغ ضخم جدًا.

إقرأ أيضًا: خديجة اسعد ارهابية وتهمتها .. الفقر في بلد لا قانون فيه يحمي المسنين

ربما قد يقول البعض: للأساتذة الحق في تطبيق القانون" لكن أي قانون هذا الذي يفرض نفسه على شاب يقصد العمل بدل الجامعة لمساعدة والده على إعالة المنزل ويطلب العلا في الليالي؟ أي قانون هذا الذي يقتل أحلام شباب بالتخرج من جامعة استنزفت كل طاقاتهم في الصبر على الأساتذة؟

لسنا في صدد مهاجمة الجامعة، فكلنا تخرجنا من الجامعة اللبنانية لكننا نعمل على إيصال صوت الضمير والمحرومين، علّ الأساتذة يتذكرون يومًا أنهم كانوا طلابًا وعسى صوتهم يلقي صدى.