من أوصل الضاحية الجنوبية إلى هذا المستوى من الحرمان ؟
 

لا يمر يوم إلا وتطالعنا حادثة قتل أو إشتباكات في الضاحية الجنوبية لبيروت.
فهذه المنطقة العزيزة من لبنان والتي قدمت آلاف الشهداء ضد العدو الصهيوني وتحملت عن كل لبنان نتائج الحروب من تهجير وتدمير وقتل، تستحق الحياة والفرح وأن يعيش أبنائها بأمان وسلام.

إقرأ أيضا : ثورة الجياع... 11 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر !
ومن يعرف يوميات الضاحية بأحيائها ومناطقها يدرك مدى السوء والفساد الذي بات مستشري فيها، فالعصابات المسلحة تعتدي على المحال التجارية والأبنية من دون أي رادع كما حصل في برج البراجنة ومجموعات توزيع المخدرات تنتشر بكثافة وتحت حماية جهات حزبية وتسبب مشاكل إجتماعية ونفسية وإقتصادية للمواطنين.
أضف إلى الإشتباكات اليومية التي تحصل بين السكان العزل بسبب الخلافات العائلية أو المناطقية، وهذه المآسي يضاف إليها مأساة أخرى تتمثل بإرتفاع نسبة العاطلين عن العمل ومعدلات الجريمة وهي أمور مرتبطة ببعض بواقع الحال قد توصل إلى العمالة للعدو كما ذكر السيد حسن نصر الله في إحدى خطبه.

إقرأ أيضا : مناقصة بواخر الكهرباء تشعل الخلاف بين حركة أمل وقناة الجديد
وهذا الواقع الأليم الذي تعيشه الضاحية لا يواجه بسياسات مناسبة على قدر المأساة إلى الآن  بل إن تردي الخدمات مستمر وبتراجع ونواب المنطقة في خبر كان.
وإذا أرادت الدولة وأجهزتها المداهمة والتدخل فهي بحاجة إلى إذن من الجهات النافذة ونظام " الزبائنية " و " الواسطة " هو المهيمن وخرب حياة المواطنين وحولهم إلى ضعفاء ومحتاجين.
لذلك نرى بين الحين والآخر أناس ومواطنون يغضبون ويصرخون ضد هذا الواقع وحكم الميليشيات ويطالبون بتدخل الدولة وحسم الأمر وإعادة الحياة إلى الضاحية الجنوبية.
فالضاحية بواقعها الحالي هي نموذج يعبر عن فشل حزب الله ومشروعه في تولي أمورها ويثبت أن لا شيء يغني عن مشروع الدولة.
فوحدها الدولة من تحمي الجميع.