اقام الحزب الشيوعي اللبناني احتفالا، في رحبة، لمناسبة عيد العمال تحت شعار "من اجل دولة ديمقراطية ديمقراطية علمانية مقاومة"، في حضور الامين العام للحزب حنا غريب، نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، رئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر وفاعليات.

بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب، رحب عريف الاحتفال ابراهيم عيسى بالحضور ثم جرى عرض مصور لنضالات الحزب في لبنان.

وتطرق غريب في كلمته الى الملفات السياسية والمطلبية والخدماتية المطروحة، ورحب بالحاضرين شاكرا تلبيتهم ومشاركتهم في هذا الاحتفال المميز متناولا المناسبة "التي لايوجد اعز منها، على قلوبنا وعلى تارخنا وهي مناسبة الاول من ايار".

ووجه غريب تحية الى كل الشهداء "الذين سقطوا في الاول من ايار من شيكاغو سنة 1886 وحتى اليوم، في كل الكرة الارضية وفي لبنان عمالا، ومزارعين، وفلاحين، موظفين وطلابا، وحركات نقابية وعمالية كانت في الطليعة".

كما وجه تحية "لشهداء الحركة النقابية المقاومين من مختلف الفئات، الذين سقطوا دفاعا عن لقمة الخبز، المغمسة بالدم، في كل المناطق اللبنانية، ومهما كانت انتماءاتهم فانهم شهداء الاول من ايار، شهداء كل الوطن، كي يبقى في لبنان للحق معنى، وللقضية معنى، والمشكلة اللبنانية مضمونها الحقيقي قائم على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فنحن لا نميز بين الذي سقط من اجل رغيف الخبز والذي سقط من اجل تحرير الارض".

واعتبر "ان القضية هي تغيير النظام الطائفي وسلطته الفاسدة الحاكمة هذا البلد، بالقوة والقمع والترهيب".

وتطرق الى حادثة ضهر البيدر، فدعا المؤسسات الامنية "الى محاسبة الذين يحاولن تشويه سمعته"، موجها التحية الى الجيش اللبناني الذي يحمي البلاد على كل الجبهات من البقاع الى الجنوب والى سائر المؤسسات الامنية من قوى امن داخلي وامن عام".

وتحدث غريب عن الاوضاع العامة في البلاد، "مستغربا كيف يمكن ان يبقى الوضع الاقتصادي والمعيشي بحالة تردي، في بلد حقق انتصارا ولا يوجد قطاع ولا قضية طرحت فيه، الا وقمعتها السلطة وادارت لها ظهرا ولم تلبها. من السلسلة المتوقفة منذ عشرين سنة، ولا يريدون اعطاء الموظفين حقوقهم"، كما تطرق الى الموازنة وملف النفايات وكل الملفات المطروحة، محملا المسؤولية لحيتان المال وسلطة الفساد التي تقوم بحمايته".

واعتبر "ان الحل يكمن في اعادة الاعتبار الى مفهوم الدولة، ليس الى دولة المزرعة والفساد، بل الى دولة علمانية وديمقراطية، ودولة مقاومة ايضا، هذه هي القضية التي نناضل من أجلها، في هذه الملفات، ولقرار سياسي توحيدي مقاوم في مقدمته الجيش اللبناني والقوى الامنية وكل الاحزاب والتيارات عليها ان تعمل وتسعى بهذا الاتجاه".

ورأى "ان المشكلة في القانون الانتخابي هو تعدد المشاريع الانتخابية وكل مشروع اسوأ من الاخر، فالخلاف بين الافرقاء السياسيين هو حول المحاصصة في المقاعد النيابية"، 

وقال:"8 سنوات مرت ولم يتمكنوا من وضع قانون انتخابي، في 20 حزيران لا يكون هناك مجلس نواب، ولا يزالون يبحثون عن قانون"، متسائلا "عن الذي ينتظرونه لنقل البارودة من كتف الى آخر، في الحالة السورية والعراقية، وكيف ستكون موازين القوى".

وحذر من الخطر المتمثل بطرح المشروع التأهيلي، معتبرا "انه مشروع خطر لأنه ينص على ان ينتخب الناخب للذي من مذهبه وطائفته، مشروع فرز وتقسيم بالتكافل والتضامن"، لافتا الى انهم "يتحدثون من دون اي خجل عن الثنائيات المذهبية، ويقولون انهم يريدون مواجهة اسرائيل واميركا ومواجهة الشرق الاوسط الجديد، الذي يفتت المنطقة الى مذاهب وطوائف، وبما انهم ضد هذا فلماذا هذه الثنائيات اذا؟ متهما اياهم بالسعي الى اقامة فيدرالية في هذا البلد، وملاقاتهم في نصف الطريق".

ورأى ان "الثنائيات المذهبية والطائفية هي الخطر الاساسي على وحدة لبنان وعلى المقاومة وعلى القضية الاقتصادية والاجتماعية وعلى حقوق اللبنانيين وعلى وجود لبنان، ووحدة ارضه ووحدة شعبه ومؤسساته، ومواجهتنا هي لهذه الصيغة من الثنائيات المذهبية والطائفية التي تفرز اللبنانيين وتضرب مناعتهم الوطنية بهذا الاتجاه".

وتحدث عن خطر آخر "خطر كم افواه الناس والغاء رأي الاخر"، مشيرا الى ان "الثنائيات المذهبية هي ثنائيات اقصائية الغائية وقمعية للاراء الاخرى، ولا تحقق صحة التمثيل الذي يدعون الدفاع عنه في قانون الانتخابات".

وطالب "باعتماد قانون النسبية البسيطة، غير المشوهة كما يطرحها البعض، لأنه يجب ان يكون اللبنانيون على قدم المساواة بالحقوق والواجبات وهكذا يتحدث الدستور، وان يكون الانتماء للمواطنة والوطن نسبية خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة".

ورأى ان "ارباب الطوائف والمذاهب وامراء الطوائف السياسيين لايطالبون بمجلس شيوخ، لأنهم يريدون استمرار المحاصصة في المقاعد النيايبة، وكيف يتحاصصون على الهبرة، ويضعفون الدولة"، مؤكدا "ان كل النضالات والتحركات خلال السنوات الست الماضية كان بهدف مقاومة هؤلاء، من اجل بناء هذه الدولة، والخلاص من الفساد، ولم يسلم اي مرفق حيوي من مرفأ ومطار، الى اتفاقات بالتراضي بين بعضهم البعض، نهشوا البلد وأكلوه ويرفضون دفع الضرائب، حتى عن ارباحهم".

وختم غريب :"قاومنا من اجل توحيد اللبنانيين بوجه هذا المد المذهبي والطائفي، وواجهناهم بالبلديات، ويجب ان نكمل المواجهة بقانون الانتخابات النيابية من اجل وحدة لبنان وانقاذ لبنان وتطوره الديمقراطي".