ينذكر يوم العار وما ينعاد
 

كأنه يوم من ذكريات الحرب الأهلية في لبنان التي عانى منها اللبنانيون قتلا وتهجيرا وجراح نازفة إلى اليوم.
يوم فقد جزء من اللبنانيين ذاكرتهم وأرادوا خلق حدث جديد من القتال والفتن والقهر فإجتاحوا بيروت، تلك المدينة التي لطالما تغنت بأنها عاصمة التشريع والقانون.
فبعد قراري الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، نزلت قوى 8 آذار وعلى رأسهم حزب الله وحركة أمل  وبغطاء من التيار الوطني الحر إلى الشارع بسلاحهم وعتادهم وإجتاحوا بيروت مدمرين ومكسرين .

إقرأ أيضا : يا رسول الله, لقد أعرضنا عن شريعتك العادلة , فغرقنا في بحر الظلمات !!
قتلوا السكان العزل وأسروا من حاول الدفاع عن نفسه وعرضه ولما إنتهوا من العاصمة توجهوا نحو الجبل الأشم فإصطدموا بمقاومة عنيفة ل " زعرنتهم " فعادوا خائبين ومكروهين من أكثرية الشعب اللبناني.
وتشكل غزوة 7 أيار المحطة الأولى بالتراجع الشعبي والتأييد العربي والإسلامي  في تاريخ حزب الله ، فبعد حرب تموز 2006 وبعد أن رفعت صور السيد حسن نصر الله داخل الأزهر في مصر،  جاءت الغزوة أو " اليوم المجيد " كما سماه نصر الله ليقضي على شعبية حزب الله لدى باقي الطوائف اللبنانية  وفي العالمين العربي والإسلامي فإنكشف مشروعه المذهبي قبل أن تأتي أحداث سوريا وتكمل على الباقي.
وصحيح أن حزب الله حقق مكاسب سياسية جراء غزوة 7 أيار إلا أن ما خسره أكبر بكثير مما ربحه.

إقرأ أيضا : نبيه بري والحاجة خديجة
فقد أصبح سلاح المقاومة بنظر أكثرية اللبنانيين سلاح ميليشيا وتحول حزب الله من حركة تحرير وطنية إلى تنظيم مذهبي يخدم المشروع الإيراني.
أضف إلى خسارته لشعبيته العربية والإسلامية وحالة اللاثقة التي بدأ يشعر بها باقي اللبنانيين إتجاهه.
وبالتالي تشكل غزوة 7 أيار 2008 محطة سوداء في تاريخ لبنان وحزب الله ويوم العار الأكبر عندما تجرأ اللبناني وقتل أخاه اللبناني الآخر بمنطق شريعة الغاب وقوة السلاح.
ينذكر يوم " العار " وما ينعاد !