بعد تفكك فريق 14 آذار ودخول أنصاره في تحالفاتٍ جديدة، هناك توقعات تُشير إلى أن تحالف 8 آذار يمر في تحدياتٍ وصراعاتٍ داخلية بين أنصاره والسبب الرئيسي هو القانون الإنتخابي.
 

إحتدت العلاقات بين التّيار الوطني الحر وحركة أمل مؤخراً إثر أزمة القانون الإنتخابي، وطالت بشكل غير مباشر علاقة التّيار بحزب الله؛ لاسيما أن الأخير يتمسك بالتعاون مع حركة أمل بالنسبية الكاملة، فيما يصر التّيار الوطني الحر على القانون التّأهيلي الذي طرحه رئيسه جبران باسيل.
ربما هي خلافات طائفية أو نسبية على القانون الإنتخابي، وبما أن علاقة حركة أمل والتيار الوطني الحر متوترة منذ فترة سابقة لاسيما منذ ترشح الرئيس ميشال عون للرئاسة، ها هو القانون الإنتخابي الغائب كلياً يجدد الخلافات لتصل إلى تهديدات التّيار الوطني الحر بالنزول إلى الشارع الذي تعتبره حركة أمل له أربابه بعد أن وضع رئيسها نبيه بري النقطة على السطر في وجه التيار العوني.

في هذا السياق تشيرُ المعلومات "أن التأهيلي يصب في مصلحة كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرعلى حساب باقي الأحزاب المسيحية الأخرى، خصوصاً أنه قائم على تصويت كل طائفة لنوابها، إلا أن النسبية الكاملة أيضاً تُمهد لسيطرة حزب الله على الحياة السياسية في لبنان خاصة مع امتلاكه قوة السلاح، وهذا محل رفض من معظم القوى".

إقرأ أيضًا: هل تنفجر بين الثنائية الشيعية وباسيل؟

وعلى الرغم من أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أوضح في خطابه يوم الثلاثاء الماضي "أن تحدث حزب الله عن النسبية لا يهدف إلى الفرض أو الضغط، وإنما يهدف إلى شرح إيجابيّاتها على الجميع"، معتبراً أنه "يجب تفهّم موقف الأطراف التي تتعامل مع هذا الأمر على أنه قضية حياة أو موت"، إلا أنه أشار إلى "أن هناك من يستغل قانون الانتخاب لتصفية حسابات سياسية أو تسجيل نقاط أو تخريب التحالفات"، واصفاً "الاتهامات لحزب الله برفض انتخاب المسيحيين نوّابهم بأصواتهم أنها بلا دليل".

مقابل ذلك، يوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري إنتقادات قاسية للتيار الوطني الحر، ويرفض القانون التأهيلي الذي برأيه يعمل على إقصاء المسيحيين على حساب المستفيدين من هذا القانون، قائلاً "قالوا وزايَدوا في أنّهم يريدون تمثيل المسيحيين فتبين أنهم يريدون مسيحيّين هم يختارونهم وإقصاء المسيحيين الآخرين."
واستغرب الرئيس بري من تراجع التيار الوطني الحر عن النسبية متسائلاً "ما الذي حصَل ليتبدّل هذا الموقف؟" مؤكداً أنه يعمل لحماية العهد الذي تعمل بعض الأطراف على هدمه عبر مقترحاتها. 
وبما أن التيار الوطني الحر لازال يهدد بالنزول إلى الشارع أوضح الرئيس بري "أن هناك مَن يظنّ أنّ الشارع لعبة، وأكثر من ذلك يظنّ أنّ له أرجلاً صلبة على الشارع، والشارع له أربابُه ونقطة على السطر".