شهدت مدينة "سوتشي" الواقعة في جنوب روسيا إجتماع جمع بين طرفين هما الرّوسي المتمثل بالرّئيس بوتين والطّرف التّركي المتمثل بالرّئيس رجب طيب أردوغان انتهى بإتِّفاق وتفاهم بين النَّظيرين على إنشاء مناطق آمنة في سوريا وأكّد بوتين خلال الإجتماع على ضرورة إقامة المزيد من المحادثات بشأن كيفيَّة إقامة هذه المناطق وكيفيَّة عملِها.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك بين الرّئيس التّركي والرّئيس الرّوسي قال الرّئيس بوتين أنّ "المناطق الآمنة بشرط عدم وجود نشاط عسكري فيها ستكون مغلقة أمام الطّيران" وأكّد ان تركيا وروسيا متّفقتان ومتفاهمتان على إقامة هذه المناطق وهذا الأمر سيساهم في تعزيز اتّفاق وقف اطلاق النّار و في تعزيز الهدنة في سياسيةٍ تضمن وحدة الأراضي السّورية.وقال بوتين خلال المؤتمر أنَّ هذه المناطق "سيتم تحديدها في سياق اتّصالات بين وزارات الدّفاع وهيئات الاستخبارات للدّول الضّامنة للهدنة في سوريا".

وأكّد بوتين أن واشنطن أيّدت فكرة إنشاء المناطق الأربعة لوقف التّصعيد في سوريا خلال مناقشة الموضوع على الهاتف بينه وبين الرّئيس الأمريكي ترامب خلال الإتّصال الّذي جرى بينهما الثلاثاء. 
وفي مقابل ما قاله الرّئيس الرّوسي شدّد رجب طيّب أردوغان على أن وحدة سوريا وإيقاف سفك الدّماء فيها والحروب في البلاد تُعتبر من أولويات تركيا. وقد أكّد الرئيس التّركي خلال المؤتمر غلى أنّ اللقاءات والمؤتمرات حول الأزمة السّوريّة ستستمر وتتواصل "طالما استمرّت الآلام فيها وسنواصل البحث عن حلٍّ للمشكلة دون أن نسد آذاننا لصرخات الأبرياء."
وأضاف أيضاً "صديقي بوتين يرغب بإنهاء المأساة في سوريا وأنا على ثقة أنه سيبذل جهوداً حثيثة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النّار".

إقرأ أيضاً: بدأ تقسيم سوريا لإراحة المتآمرين واستمرار الحرب بين المتقاتلين !

وأكّد خلال المؤتمر أن تركيا "ستواصل اتّخاذ إجراءات" ضدّ التّهديدات من الحدود الجنوبيّة مع سوريا والعراق, وشدّد الرّئيس التّركي على ضرورة معاقبة المسؤولين عن الهجوم الكيماوي الذي حصل في "خان شيخون" قائلاً ومؤكّداً أنّ "اجتثاث التّنظيمات الإرهابية مسؤوليّتنا المشتركة و لن نسمح بتأسيس كيانات عدائيّة في سوريا".

وقد صرّح الرّئيس التّركي في بداية اللقاء أن الدّولتين (روسيا وتركيا) قادرتان على تغيير مصير المنطقة من خلال خطوات مشتركة بينهما عبر قوله "أنا واثق من أن الخطوات التي سنتخذها معاً ستغيّر مصير المنطقة برمّتها". وتحدّث أيضاً عن تحمّل الدّولتين مسؤوليّة إصلاح البلاد والعلاقات الثنائيّة بين الدّولتين عبر قوله "اليوم أمامنا فرصة جدّيّة لبحث علاقاتنا الثّنائية والمسائل الإقليميّة...الدّولتان تتحملان مسؤوليّة كبيرة فيما يخص التّطوّرات في الشّرق الأوسط".
وخلال المؤتمر الرّوسي-التّركي الذي جرى ي سوتشي, كان مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التّركي عن وجود آمال في موضوع إنشاء المناطق الآمنة في سوريا خلال المفاوضات التي ستجري في الأستانة, وأوضح خلال وجوده في سوتسي أنَّ "مسألة إقامة المناطق الآمنة من المواضيع التي تناقشها فرقنا في أستانا وكذلك ممثّلو المعارضة والحكومة السوريّة".                                                                                                                       
ووفقاً لما قاله مولود جاويش أوغلو فإنّ المشاركين في المفاوضات حول موضوع "المناطق الآمنة" توافقوا على "3" وثائق من أصل "4".