ورد في خطاب السيد حسن نصر الله إشارات إيجابية لم تخل من بعض السلبيات
 

 وردت في خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله هذه الليلة إيجابيات عدّة، لم تنل منها بعض السلبيات التي شابت هذه الإيجابيات، ولعلّ أبرزها بالنسبة لنا، أي مُعارضيه ومعارضي بعض توجهات الحزب الداخلية والإقليمية، هو أنّه يطّلع على ما يُوجّه له من رسائل مفتوحة، وهذا يُلزمنا بمزيد من الجدية والإلتزام الأدبي والخُلقي عندما نتناول خطابات السيد ومواقفه وخيارات حزبه العقيدية والجهادية والسياسية والاجتماعية ، لكن، مع رجاء زجر جوقة الشتّامين والمُخونين الذين يُعقّبون على كل ما يُكتب من تعليقات وتحليلات تمسّ الحزب من قريب أو بعيد بأقذع الألفاظ دون مراعاة بآداب الحوار وحفظ الحُرمات.

إقرأ أيضا : صحيفة فيلت الألمانية : نصر الله إغتال بدر الدين لهذه الأسباب !

أولاً: الإيجابيات

١- قانون الانتخاب: 
دعا السيد نصر الله إلى بذل الجهد الكافي للوصول إلى قانون عادل وميثاقي، يراعي كافة المكونات اللبنانية، وأنّ الحزب لا مصلحة له في تغليب وجهة نظر على أخرى، وأنّ الثنائية الشيعية (مرتاحة على وضعها في كافة الظروف)، إلاّ أنّ طرح النسبية هو ما قد يدفع بالحياة السياسية إلى الأمام، لبناء وطن مستقل ومستقبل وطن.
 إلاّ أنّ ما يشوب هذه الإيجابية هي محاولة "النأي بالنفس" عن مشاحنات الفرقاء وأهوائهم ومصالحهم، وهذا موقف يقرب من موقف السيد أثناء معركة الشغور الرئاسية، والتي لم تنته على خير، وفق ما نراه، ونرجو أن نكون مخطئين.

إقرأ أيضا : ثروة السيد حسن نصر الله تبلغ 250 مليون دولار !
٢- تحية الأسرى الفلسطينيّين:
لا داعٍ لمزيد في القول أنّ جرائم الصهاينة في فلسطين المغتصبة فاقت كلّ حد، بعد إغتصاب البلد ومصادرة الأراضي، والإمعان في القتل والإعتقال، ويخص السيد معاناة ألف وخمسمائة مُضرب عن الطعام في سجون إسرائيل منذ أكثر من ستة عشر يوماً، دون أي بادرة احتجاج أو تضامن من المجتمع الدولي مع قضية الأسرى، ويحتجّ السيد بأنّ الغرب يتجاهل هذه القضية العادلة لأنّ إسرائيل هي المجرمة، وتتمتّع بالحماية الدولية، لكن، فات السيد أنّ هذا الغرب لطالما سكت على أبشع من هكذا جرائم، فقد غطّى في السابق جرائم صدام حسين ضد الشيعة والاكراد، وجرائم حافظ الأسد في حماه أواخر القرن الماضي، والجريمة الكيماوية المتمادية من النظام السوري، وآخرها كانت جريمة خان شيخون التي ما زالت ماثلة للاذهان.

إقرأ أيضا : بالصور : حركة أمل تستعرض عسكريا !
٣- المأساة اليمنية: 
حرب اليمن وضحاياها، وما خلّفته من قتلٍ وتدمير، ومآسٍ إجتماعية، وتشريد وجوع وأمراض، مأساة حقيقية تحصل تحت أنظار العالم، والسيد يرى أنّ المملكة العربية السعودية هي التي ساهمت في هذه الحرب المرعبة وأذكت نيرانها، (وهذا صحيح من جانب واحد)، إلاّ أنّ السيد كعادته  يغفل عن دور إيران في إشعال الحرب وتأجيجها، والمساهمة في أتون هذه الحرب التي شارفت على بلوغها مرحلة النكبة، حتى غدت حرب اليمن لغزاً محيّراً كما كانت الحرب الأهلية اللبنانية أواخر القرن الماضي.

إقرأ أيضا : لماذا يتكتم حزب الله على أسباب مقتل محمود ريحان ؟

ثانياً: السلبيات

لعلّ أبرزها وما يمكن التوقف عنده، هو إصرار السيد على أنّ تدخل حزب الله في سوريا كان قراراً صائباً ، ذلك أنّ "التضحيات" التي قام بها حزب الله مع النظام وجيشه هي التي منعت سوريا من الوقوع بين أيدي داعش والنُّصرة وأخواتها وشبيهاتها، وهذه فرضية قد تصُحّ لولا الأدلة الدامغة بأنّ داعش والنّصرة ما هي إلاّ إفرازات النظام والوجه البشع الآخر للنظام، ومن الظلم البيّن ،أن نفترض أنّ ثورة أحرار سوريا ضد الاستبداد والطغيان ،كانت بتوجيه تنظيمات إرهابية وتكفيرية، أو أنّ للإرهاب مكان في العراق وسوريا ، هذه التنظيمات قد تجد لها مكاناً في مجتمعات توتاليتارية وإستبدادية في مناطق ودول إسلامية ما زالت مُغلقة دينيّاً وفقهياً وإجتماعيا، إلاّ أنّها محكومة بالزوال، وبالخُسران المبين، وأنّ القضاء عليها لا يتم إلاّ  بالمزيد من الديمقراطية والانفتاح وتداول السلطة، وهذا يتطلّب أولاً الخلاص من النظام الأسدي ومخازيه.