مضى ثلاثة عشر عامًا من مشاهدة التجاذبات السياسية ونرى اليوم تجاذبات أخرى أدت إلى إرتفاع درجات القلق من الحرب القادمة، والخوف الكبير الموجود عند شعوب الشرق الأوسط وخصوصًا بين لبنان وإسرائيل، و يأتي هذا بعد إعلان مسؤولين إسرائيليين وقادة عسكريين في الأسابيع الماضية للجمهور الإسرائيلي   بأنهم جاهزون للحرب هذا العام وقد أشادو أنهم مستعدون لخوض حرب باعلى مستوياتها وأنهم نجحوا في تقسيم المجال الجوي للبلاد بأكثر أنظمة الدفاع الصاروخية المتطورة.
وهذا الصمت التام الذي يخيّم على الساحة اللبنانية من قبل حزب الله، والمساعدات الإيرانية أو السورية التي يستخدمها الحزب وخصوصًا في هذه المرحلة بدأ يتبدد وكأن المعادلة إختلفت، فإسرائيل بذلت الغالي والنفيس لإقحام حزب الله في الحرب السورية لإضعافه وشل حركته وتفتيته قطعةً قطعة.
ففي الأمس القريب شاهدنا على شاشات التلفزة المحلية عرض حزب الله في الجنوب، وكأنه يحاول أن يمثل أمام جمهوره أنه قادر على خوض المعارك فعله يتباهى في نفسه وهو يعلم أن معايير الحرب إختلفت ففي السابق كان جيشًا له هيبة ووقار والآن أصبح مكللًا بالعار بعدما غرق في وحول الزواريب السورية.
لن يتغير شيء في المعادلة كما هو متوقع، لأن الإسرائيليين  يتوقعونها حربًا ساخنة بإمتياز وقد بدأوا يؤمنون أن نظام الأسد غير قادر على مساعدة الحزب، لأن هذا النظام بات معدومًا وغير قادر على السيطرة، هذا التصعيد غير المسبوق للمواجهة العسكرية بين الحزب وإسرائيل والذي يثير مخاوف كبيرة تزيد من إحتمال وقوع حرب مناخية على الأقل تشمل حزب الله وإسرائيل مباشرةً في 13 عامًا مضت وخصوصًا عند مشاهدتنا لحرب هذين الخصمين المريرين، لم نر هذه الدرجة العالية من القلق بين النخبة السياسية في لبنان والتوقعات بأن الحرب قادمة و قادمة لا محالة. 
هذه اللحظة غير المستقرة والعنيفة بشكل لا يصدق في الجغرافيا السياسية تقوض العنصر المركزي الذي أبقى إسرائيل وحزب الله على تجاوز الخطوط الحمراء لبعضهما البعض الخوف، أو بالأحرى توازن الخوف القائم على الإعتقاد بأن الصراع القادم سيكون مدمرًا لجميع اللبنانيين.
إن حزب الله اليوم يعيش صراعًا كبيرًا حتى داخل بيئته فمعظم الناس بدأوا يتذمرون من قراراته الشنيعة التي يتخذها والتي تودي الى التهلكة بحق الطائفة الشيعية خصوصًا واللبنانيين عمومًا، كما وأن معظم الرافضين لدخول حزب الله الحرب تراهم يقولون يئسنا من هذا أخلقنا لنحارب؟ حقًا أصبحنا كتلك الجماعات التكفيرية التي لا تعرف إلا الحرب والقتل!
إن حزب الله ليس بالضرورة أن يكون حاميًا للبنان فإن الجيش والقوات العسكرية كفيلة بخطتها الأمنية أن تجعل اللبنانيين يعيشون بسلام ولكن حقًا يجب على كل اللبنانيين أن يعرفوا أنه لن تنبت بذرة إيرانية أو سعودية أو غير لبنانية في لبنان و لن يكون لها ثمار لذلك، وإن البيئة الشيعية سئمت الحرب والقتال مطالبةً بالتوقف ولكن صوتهم غير مسموع في وجود صوت متطرف جاهل طاغٍ عليهم. 
لذلك  كل الذي سبق سيؤدي في آخر المطاف إلى هلاك الحزب, وكل هذا المخطط يستدرج الحزب للبدء بالمعركة وخصوصًا أن إسرائيل تعرف جيدًا أن حزب الله إستنزف في سوريا وخاض المعارك القاسية التي جعلته اليوم يعض أصابعه ندامة، لعل في الأجواء الداخلية لديه قلق كبير، والأمور تشير بأنه بدأ يعد العدة لقتال إسرائيل فهل سنشهد صيفًا حاميًا هذه السنة؟ وهل الحرب القادمة ستكون حازمة كما يهدد جيش العدو؟  كما أن للحزب قلقا كبيرا في السياسة الداخلية للبنان وهناك على جميع المتابعين السياسين أن يكونوا على حذر من هذا الخطر والسبب المعلومات الصحفية المسربة والتي تقول "أن حزب الله سيحسم أمره هذا العام و لم يكون الأقوى فوقوفه ضد العرب جعله يعرف قيمتهم".