الإنتخابات الرئاسية الإيرانية تشهد صراعًا قويًا بين المحافظين والإصلاحيين فلمن ستكون الغلبة؟ ولمن سيصوت الشعب الإيراني؟
 

بدأت الحملة الإنتخابية للرئاسة في إيران يتنافس فيها ستة مرشحون، ثلاثة منهم من التيار الإصلاحي وثلاثة من التيار المحافظ، أما الإصلاحيون هم الشيخ روحاني ومعاونه الأول إسحاق جهانغيري ومصطفى هاشمي طبا، والمحافظون الثلاث هم إبراهيم رئيسي (سادن العتبة الرضوية) ومحمد باقر قاليباف (عمدة طهران) ومصطفى مير سليم (وزير سابق).

وبينما يبدو أن التيار الإصلاحي موحّد ومجمع على ترشيح الرئيس روحاني، إلا أن المعسكر المحافظ متشتت ومتوتر ومنقسم على الأقل بين مرشحيه الرئيسيين وهما رئيسي و قاليباف، ذلك لأن المعاون الأول للرئيس روحاني ترشح بطلب من قادة التيار الإصلاحي كمرشح إحتياطي تحسبًا لإحتمال رفض أهلية روحاني للترشيح فضلًا عن أنه يستفيد من الفرصة التي تتيح له الإذاعة والتلفزيون الحكومي الإيراني للدفاع عن حكومة روحاني وإنجازاته والرّد على الهجوم الذي يشنه منافسوا روحاني، كما أن هاشمي طبا لا يُعتبر مرشحًا جديًا وإنما إحتياطي تحسبًا لأوضاع طارئة.

إقرأ أيضًا: إيران: مرشحون رئاسيون بالجملة

ولكن الوضع في التيار المحافظ مختلف، فإن كلا من إبراهيم رئيسي ومحمد باقر قاليباف يزعم نفسه بأنه هو منافس روحاني الحقيقي وقادر على هزيمته، حيث إن قاليباف أصبح المرشح الرئاسي الدائم للتيار المحافظ لأنه قد جرّب حظه مرتين للرئاسة ولم ينجح ويتصور بأنه سينجح في المرة الثالثة، ولديه خبرة عمل طويل كرئيس الشرطة وعمدة طهران، بينما إبراهيم رئيسي (سادن العتبة الرضوية حاليًا) ليس لديه خبرة في مجال السلطة التنفيذية ومنذ 35 عامًا إشتغل في القضاء ووصل إلى مناصب عالية في السلطة القضائية مدع العام والمعاون الأول لرئيس السلطة القضائية، ولكنه يملك أموال أغنى مؤسسة خيرية في العالم، ويبقى مير سليم أيضًا مرشح إحتياطي للتيار المحافظ.

وبينما تشير إستطلاعات للرأي العام بأن قاليباف أكثر المرشحين حظًا بين المحافظين إلا أن رجل الدين ابراهيم رئيسي يتصور بأنه هو الفائز في المعركة الرئاسية ومن الصعب جدًا تنحيه عن السباق لصالح قاليباف، كما أن الأخير لن يتنازل لصالح رئيسي.

الجهاز الإعلامي للحرس الثوري يقف الآن خلف إبراهيم رئيسي بالرغم من أن قائده اللواء جعفري أكد في وقت سابق بأن الحرس كما كان دوما لن يدعم أيا من المرشحين، ما إعتبره البعض بأنه إشارة ضمنية إلى تدخل الحرس كما تدخل في معظم الإنتخابات السابقة خاصة في الإنتخابات الرئاسية عام 2005 و2009 وإستخدام ماكينته الإعلامية والبشرية لإنجاح محمود أحمدي نجاد.

إقرأ أيضًا: هل يخسر ظريف الكرسي الوزاري بإنتخاب الرئيس الجديد؟

ويقف الإصلاحيون بجميع طاقاتهم وقواهم وعلى رأسهم الرئيس خاتمي وراء الرئيس روحاني ومنذ الآن يبدو أن روحاني واثق بالفوز عبر دعم الإصلاحيين الذين يشكلون أغلبية الشعب. وكان لافتًا أن استطلاع وكالة تابناك التي يملكها اللواء محسن رضائي يشير إلى أن 70 في المائة من المشاركين يصوتون لمرشح الإصلاحيين.

لحد الآن يراهن روحاني على دعم الإصلاحيين والخلاف الحاد بين المرشحين المحافظين، لا يريد أي منهما التنحي لصالح الآخر.