الإقبال اللبناني على شرم الشيخ لقضاء عطلة الأعياد طرح عدة تساؤلات حول هرب اللبناني من الأسعار العالية في بلادة إلى مناطق أقل تكلفة مالية وبالتالي فقد خسر لبنان الكثير من الموارد السياسية نتيجة الغلاء وعدم الرقابة
 

ما يقارب العشرين ألف لبناني افترشوا شواطىء شرم الشيخ الأسبوع الفائت لقضاء عطلة إستجمام على أرض مصرية إستردها الرئيس السادات دون حرب بعد أن إحتلتها إسرائيل بواسطة الحرب ورغم الوضع الإقتصادي الصعب ذهب لبنانيون من متوسطي الدخل للراحة كسياح الى منطقة بحرية سياحية لا يقصدها الا الباحثون عن بحر هادىء وصحراء أمنة العدو وباتت مهددة من قبل أعداء العدو من الإسلاميين المحتارين أين ينفثون سموم غضبهم وكيف يوزعون أشلاءهم وأشلاء ضحاياهم على بلاد باتت متخمة بالشهداء.
طبعًا تردي العملة المصرية وصعوبة الوضع الإقتصادي المصري سهل للبنانيين المتوسطي الدخل فرص الإستجمام على الرمل والماء وفي فنادق أنيقة وخدمة جميلة لا يمكن أن يحصلوا عليها في لبنان المرتفع الأسعار لا مقارنة مع مصر بل مع دول سياحية عربية وأجنبية نتيجة تحكم التاجر بالتسعيرة وعدم وجود رقابة صارمة في هذا المجال.

إقرأ أيضًا: السلطان أردوغان خليفة السُنة والشيعة
لم يذهب الكثير من اللبنانيين إلى شرم الشيخ دون الخادمات ومن جنسيات متعددة كي يبقى الأطفال في أحضان مربياتهم وتتفرغ الأمهات للمرح والتسلية والشمس والرجال للأطعمة المفتوحة في فنادف ما فوق الـ5 نجوم وهذه كانت ظاهرة لبنانية غريبة وعجيبة أذ أن اللبنانيين لا يسافرون إلاّ مع الخدم والحشم وهذا ما يعكس مزاجًا مرضيًا غير صحي وغير متوفر في أذهان الطبقة الميسورة والمتخمة فأميرات موناكو يذهبن مع أزواجهن وأطفالهن إلى مراكز الإستجمام دون مرافقة لأن هذه المناطق تحتاج إلى خصوصية عائلية وإلى حاجة للشعور بالرابط الأسري بإهتمام الواحد بالآخر مباشرة لا بواسطة الخدم.
لقد دفع اللبنانيون مبالغ كبيرة في فترة أسبوع وهذا ما يغذي الإقتصاد المصري وخسره الإقتصاد اللبناني ولكن مشكلة الغلاء المجنون في لبنان يدفع الى الراحة في الخارج فلا طائلة للأكثرية اللبنانية من دخول كوخ غير مرخص على شاطىء بحر من صور إلى طرابلس ولا قدرة لهم على قصد مطعم على ضفة نهر أو على طريق سريع عوضًا على النظر إلى تلك الواحات المطلة على بيروت سهلًا وجبلًا هذا ناهيك عن الفنادق التي يمر من أمامها اللبنانيون ويشعرون بأنهم في غربة تامة عن بلدهم.

إقرأ أيضًا: العرب: الذبح الإيراني حرام والروسي حلال
حتى أبسط المأكولات باتت تُزان بميزان الذهب فمثلًا الحمص الأخضر أي ما نسمية ( بالأم قليباني) ب 10ألف ليرة الكيلو في حين أن المانغا المصرية لا يتجاوز سعر الكيلو الألف ليرة والخسة بألفين وصندوق الخس بمصر أقل من ألف ليرة والبازيلا وما أدراك ما البازيلا عند البسطات السورية بـ 3 الاف وعند البسطات اللبنانية بـ 3500 وقس على ذلك وكأنك تشتري ذهبًا لا خضارًا وطبعًا أسعار الفاكهة أغلى من الذهب والفضة والتسعيرة بالين الياباني.
إن الموسم المبكر للفول والبازيلا يعطي زارعيه وبائعيه أرباحًا خيالية لا تعرفها الشركات ولا المصارف وثمّة رهان الآن على موسم رمضان برفع أسعار الحشائش والخضار والفاكهة واللحوم والحلويات وكل ما يستهلكه الصائمون بطريقة أصعب بكثير من طرق البورصة العالمية.

إقرأ أيضًا: حزب الله سلاح غير شرعي
أسعار الخيار والبندورة في لبنان أغلى من تمر كاليفورنيا والصحن اليومي في أي مطعم لبناني أغلى من مطاعم باريس وهذا إذا ما دخلنا في السلع الأخرى ومررنا على أسواق العقارات وأصبتنا مصيبة قلبية لا مجال للنجاة منها ومع ذلك هناك كرامة يوزعها علينا البعض كيّ ننسى ذلك وننسى الماء والكهرباء والفساد السياسي والمالي وننسى من نحن لأن في هذه الكرامة مادة مخدرة أكثر من الأفيون.
كان الفقير في لبنان يستلذ بأطعمته الخاصة من كعكة ولقيطة وسندويش فلافل وباتت هذه المأكولات مرتفعة الكلفة وباهظة ولا يقدر عليها حتى الشورما لا على الطريقة التركية بل على الطريقة السورية في بيروت وفي المناطق تباع لأوساط معينة ودون الفقراء.