رأى عبد الحميد المهاجر الزهراء عليها السلام في منامه، تطلب منه ان يمس جسمه المصاب بالشلل منبر الحسين، ففعل وبرأ من مرضه من لحظته. ورأى السيد الفالي الزهراء في منامه فحدثت له كرامة تصليح السيارات العاطلة، ورأى مقتدى الصدر صورة والده الشهيد على القمر، ثم رآها مرة أخرى على الماء. ورآى رجل مجهول ـ حسب كلام الوحيد الخراساني ـ الامام المهدي وهو يعالج جرحه من ضربة ناصبي بالسيف، فالتأم الجرح بلمسة من كف الإمام. ودعا الشيخ بشير النجفي السادة الى وضع أيديهم في أفواه السباع وقد ضمن لهم عدم تعرضهم للأذى فلحوم السادة محرمة على السباع. وكشف صباح شبّر لعلماء الأحياء ان البومة تنام النهار وتقضي الليل بالبكاء حزناً على الامام الحسين.
وروى بعض الخطباء ان البطيخ المرّ بسبب عدائه لأهل البيت، وان الباذنجانة أول من آمنت بولايتهم عليهم السلام. وأفتى خطيب بأن زيارة الحسين أوجب من الصلاة.
واكتشف مؤسس الفرقة الشيرازية أن خزين اللغات في الحنجرة وليس الدماغ.
وتوصل آخر الى أن شربت الامام الرضا يُشفي من الأمراض، وأن الامام الحسن عليه السلام أجرى له في المنام عملية جراحية استأصل فيها ورم السرطان من البنكرياس.
ورأى معمم، الزهراء وهي تأمره أن يخبر أحد الأشخاص بأنها عينته طبيباً لشفاء النسوة، فامتثل هذا الأخير وراح يطبب النساء بلمسة من يده.
وحدثت معجزة في أحد المواكب حين زال الشلل فجأة من شخص مشلول، فقام يمشي سليماً معافى.
وقال خطيب أن الرسول (ص) كان في حروبه يستعين بالتوسل بالامام علي بقوله: (يا علي) فينتصر على المشركين والكفار.
وصارت قطعة الحلوى والبصقة دواءً لكل داء، ووصل الأمر الى تحديد لون عيني الجنين.
...
فما الذي يبقى من التشيع وتراث أهل البيت عليهم السلام، عندما تكون هذه الثقافة هي السائدة بين الكثيرين من الشيعة؟.
لماذا أتعب العلماء أنفسهم عبر قرون من الزمن في بحوث مرهقة شاقة من أجل معرفة الروايات والرواة، ولم يعتمدوا على الأحلام؟ ولماذا لم تزرهم الزهراء فتفتح لهم باب المعرفة شفقة بهم؟ ولماذا لم يزرهم الامام الصادق عليه السلام، فيروي لهم الأحاديث الصحيحة، بدل هذا الجهد المضني الذي أخذ حياتهم بحثاً وتنقيباً وتحقيقاً؟
لماذا لم يشفق الأئمة عليهم السلام على شيعتهم، فيعفوهم من عناء العبادة والعمل الصالح وفعل الخيرات والجهاد الأكبر والجهاد الأصغر، طالما أن زيارة الحسين تضمن لهم الجنة وتسقط عن الزائر كل ذنوبه، ويكون أول الداخلين الى الجنة بلا حساب؟.
بل لماذا لم يرحم الأئمة شيعتهم من الظلم والطغيان والقتل والتشريد والسجن، على مدى قرون الزمن، فيسلطوا السباع والضواري والصواعق على الحكام الظلمة، فيزيلوا عروشهم، ويتولاها شيعتهم الموالون أصحاب الكرامات الخاصة؟.
...
نصل هنا الى نتيجة مهمة: ما أشد ظلم وقسوة هؤلاء المعممين وتنكرهم لأبناء جلدتهم، وهم يرون شباب الشيعة يقتلون على خطوط القتال ضد داعش، ويرون جرحاهم يعجزون عن توفير أجور العلاج، مع أنهم يمتلكون كل هذه الكرامات، وتزورهم الزهراء باستمرار!.
ما الذي يمنعهم من استخدام كراماتهم ومعجزاتهم الخارقة، في دحر داعش وإبادتهم عن بكرة أبيهم، حقناً لدماء الأبرياء من العراقيين والشيعة؟
وما اقسى قلوب هؤلاء المعممين، وهم يرون شيعة أهل البيت يعيشون في أسوأ الظروف من نقص الخدمات في الكهرباء والماء والأمن والصحة، ولا يستخدمون كراماتهم، في إحداث نقلة نوعية للمجتمع تُخرجه من بؤسه وفقره ومرضه وأميته ومشاكله.

سليم الحسني