توقعت موسسة ستراتفور الأميركية للبحوث الجيوسياسية والإستراتيجية أن يخسر محمد جواد ظريف موقعه الوزاري ببدء الفترة الرئاسية الجديدة أيا يكن الرئيس الجديد، روحاني أو منافسه الرئيسي إبراهيم رئيسي، مما يعني بأن الرئيس روحاني ينبغي عليه أن يفتش منذ الآن عن مرشح لخلافة ظريف في وزارة الخارجية، وأضاف التقرير بأن إيران سوف تتجه نحو سياسة أكثر مرونة تجاه الغرب بغض النظر عن إنتماء الرئيس الجديد.

جاء هذا التكهن المفاجئ حول مصير محمد جواد ظريف السياسي بعد أشهر من بث إشاعات عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخبر المرشد الأعلى السيد الخامنئي بأن ظريف جاسوس وذلك خلال لقاء ثنائي بينه وبين خامنئي، عُقد بطلب بوتين.

رافق تلك الإشاعات الهجوم الواسع الذي شنه المتشددون في الداخل على ظريف متهمين إياه بالخيانة في قضية الإتفاق النووي.

إقرأ أيضًا: أمريكا لروسيا: إختاري قدرًا بين إثنين

وهناك البعض يرون بأن الفترة الطويلة لإقامة ظريف في الولايات المتحدة تجلعه غير صالح لتولي وزارة الخارجية حيث أنه قضى 25 عامًا في الولايات المتحدة طالبًا وموظفًا في مكتب رعاية المصالح الإيرانية بواشنطن ثم موظفًا في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة وأخيرًا كمندوب داىم لإيران  في نهاية عهد الرئيس خاتمي.

من الطبيعي أن يؤثر مكان الإقامة وطول الإقامة على انتماءات الشخص وعلاقاته وميوله لا شعوره، وعلى سبيل المثال هناك فئة في الإدارة الروسية لديها ميول غربية واضحة تتجه باتجاه مغاير للرئيس بوتين الذي يمثل تيار الخصومة أو المواجهة للغرب وليس هذا معناه أن التيار الراغب إلى تطوير العلاقات مع الغرب عميل للغرب.

ووجود هذا التيار في إيران منذ بداية الجمهورية الإسلامية كان مثيرًا لسخط الروس، وعلى سبيل المثال صادق قطب زاده ثاني وزير خارجية إيران بعد الثورة والمقرب جدًا من الإمام الخميني كان ينتمي إلى الغرب ولهذا سخط عليه الروس وقرروا تصفيته عبر قضية الإنقلاب المفتعلة التي أدت إلى إعتقال عدد كبير من السياسيين والعسكريين وإعدامهم ومنهم قطب زاده.

إقرأ أيضًا: إيران: منافسة بين الشيخ والسيد في الإنتخابات الرئاسية

وما أشبه الليلة بالبارحة، حيث أن الروس يعودون ليتركوا بصماتهم على السياسة الإيرانية وربما سوف يخسر ظريف موقعه الوزاري حتى بحال فوز روحاني، لأن وزير الخارجية يتم تعيينه من قبل الرئيس بعد إستشارة مع المرشد الأعلى.

وإذا إقتنع المرشد الأعلى بأن ظريف غير صالح للوزارة، فإن روحاني لن يستطيع من إدراجه على لائحة وزراءه.