كلّ من شاهد أحد الفيديوهات الجنسية اللبنانية مؤخّراً هو لصّ جنسيّ. وهذا خياره. اللصّ هو الذي يسرق ما ليس له. الذي يأخذ ما فوق حقّه، برضى الآخر، قد يكون تاجراً. من يشاهد أفلام البورنو على مواقع إباحية، فهذا حقّه. أما الذي يشاهد فيديوات مسروقة في غفلة من أبطالها، فهو أقرب إلى السارق.

إنّها عادة التلصّص واللصوصية. وهي ربما باتت ثقافة عامة. إن في فيديو المحجّبة "المعتّرة" التي تمارس جنساً فموياً لعشيقها بالحمامات الرومانية في وسط بيروت، أو عشيقة زحلة التي ذلّها من عشقته "على" زوجها، وفضحها، أو القاضي الذي كان يبحث عن متعة مثلية، كلّفته طرده من وظيفته، لأنّ "عشيقه" صوّره وفضحه، أو امرأة من مار مخايل كانت في منزلها الزوجي، أو بيتها، تمارس الجنس قرب نافذة بلا ستائر، فصوّرها شبّان ووزّعوا الفيديو.

كلّ هؤلاء شاهدناهم مؤخّراً في فيديوهات تناقلناها عبر واتساب، غالباً، لأنّنا نخجل من مشاركتها على فيسبوك وتويتر أو لا نجرؤ، لكن نسمح لأنفسنا بمشاهدتها، بشكل جماعيّ، عبر الواتساب. بما يشبه "السرقة الجماعية".

مجموعات كاملة من اللصوص، تشاهد وتوزّع. حكايات جنسية خاصّة نحوّلها إلى "فضائح" عامة. نَهَمٌ لبنانيٌ شعبيٌ غريبٌ وكبيرٌ ودائمٌ ومستمرٌّ للتلصّص على الآخرين في حياتهم الجنسية الخاصة. كما لو أنّ الشعب اللبناني كلّه يسترق النظر من ثقوب أبواب غرف نوم من يقعون فريسة "الهاتف" وكاميرته.
اقرأ أيضا : بالفيديو - جنس فموي في الشارع في وسط بيروت
فضائح تبدأ من اللصوصية وتنتهي عندها. في حين نتحدّث عمن يسرقون أملاكاً عامة وخاصة، وندين فساد المسؤولين، ونتظاهر رفضاً لهذه المناقصة أو ذلك القرار، نكون نسرق ما هو أعلى قيمةً من المال والأملاك، نسرق خصوصياتهم وحميمياتهم، وأسرارهم الجنسية والشخصية. ما لم يجرؤ عليه قادة أمنيون في أنظمة مستبدّة، نفعله ونحن نضحك ونمزح ونوزّع، بفخر حيناً، وأحياناً أخرى بنوع من فرحة الصحافي بالحصول على سبق.

الأرجح أنّها لصوصيتنا ورغبتنا في مشاهدة "جنس حقيقي"، مقارنة بالجنس التمثيلي في أفلام البورنو والمواقع الجنسية العربية والأجنبية. جنس حقيقيّ لأنّ أبطاله – ضحاياه صُوّروا في غفلة منهم، وهم يمارسونه محاولين إخفاءه. ونحن، المشاهدون، نجحنا في فضحهم والتشهير بهم: "أنظروا، لقد قبضنا عليهم، إنّهم يمارسون الجنس".

اقرأ أيضا : فيديو جنسي مباشر في مار مخايل.. إستمتع ومتع


ألسنا مجرمين أيضاً؟ نحن الذين نتشارك هذه الفيديوهات المؤلمة. ألا يتألّم أبطالها بسببنا. هناك قاضٍ طُرِدَ من منصبه، وزوجة تدمّرت عائلتها، وفتاة تخشى أن يشاهد الفيديو والدها أو شقيقها، والمرأة التي كانت تستمتع بالجنس في غرفة مقفلة شهّر بها شبّان طائشون دون سبب.

المواقع الإلكترونية متورّطة، والتلفزيونات وبرامج الفضائح كذلك، لكنّنا، نحن المشاهدين، لا نقلّ إجراماً عن إعلام الفضائح وعن فساد السارقين. نحن لصوص الجنس، التوّاقين إلى ثقب باب غرفة نوم.