13 نيسان 1975، هذا التاريخ سيشكل ذكرى أليمة للبنانيين على مدى السنوات والعقود التي تلته، إنه تاريخ لا يمكن أن يمرّ تاريخًا عاديًا.
وفي هذا اليوم خطّ تاريخ لبنان حقبة سوداء إمتدت حتى العام 1992، سبعة عشر عامًا من الحروب والمجازر والتهجير، آلاف القتلى والجرحى والمفقودين والبيوت المهدمة.
ففي 13 أبريل/ نيسان 1975 وفي منطقة عين الرمانة التي تقطنها أغلبية مسيحية شرق بيروت، أطلق عناصر من حزب الكتائب اللبناني المسيحي على مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يمرون صدفة في المكان بعيد توتر خلقه حادث وقع في ذات المنطقة، قبالة كنيسة، وكان طرفاه مسلح فلسطيني ومرافق لزعيم حزب الكتائب بيار الجميل.

 

إقرأ أيضًا: إستقبلتونا شهر كتر خيركم.. الدار اللبنانية ضاقت بضيوفها فمتى الرحيل؟
نتج عن الإشتباك مذبحة عرفت فيما بعد بإسم "حادثة عين الرمانة"، ويعتبرها المراقبون الشرارة التي أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في مثل هذه الأيام قبل إثثنين وأربعين عامًا.
فقد كانت الساحة اللبنانية مهيأة للانفجار، وعندما حصلت حادثة البوسطة في عين الرمانة ذلك الأحد، كانت الأيادي قد أمسكت بالسلاح ليبدأ إطلاق النار في مسلسل لم ينته إلا بعد 15 عامًا وبعدما تخللته فصول كثيرة، فإن الطلقات الأولى التي أصابت البوسطة حصدت عشرات القتلى، وقسمت مدينة بيروت إلى مدينتين شرقية وغربية، وتسببت في تهجير الآلاف من السكان وإلى هجرة الكثير من اللبنانيين إلى المهجر، وما تسببت به هذه الحرب كان رهيبًا، ولم تتوقف إلا عندما طبقت إتفاقية الطائف لأول مرة عام 1990 بعد نحو عام على توقيعها.
كانت أعوامًا قاسية على اللبنانيين وعلى المنطقة، حيث كادت الحرب أن تصبح الهوية والتعريف المقترن بإسم لبنان، خاصة بعد أن تطورت إلى حروب بالوكالة شاركت فيها دول عديدة عبر أنصار لها من داخل وخارج لبنان.  
واليوم يعود 13 نيسان هذا العام مثقلًا بالملفات السياسية، مذكرًا أن التاريخ قد يعيد نفسه إن قرر الأفرقاء اللبنانيون العودة إلى الماضي.

 

إقرأ أيضًا: أحد الشعانين دموي في مصر.. من المستفيد؟
وبين التلويح بالتمديد والإشتباكات التي يخيم عليها الهدوء الحذر في مخيم عين الحلوة، قرَّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليل أمس اللجوء إلى المادة /59/ من الدستور اللبناني التي تخوله تعليق إنعقاد مجلس النواب مدَّة شهر ريثما تتمكن الأحزاب من التوصل إلى قانون إنتخابي يرضي الكل.
وفي كل الأحوال يبدو تذكر الحرب، سنويًا، طقسًا من طقوس الجماعات، في محاولتها تبرير وجودها وضمانه، فتعود ذكرى الحرب، ويعود معها شعار "كي لا ننسى".. لكن، بلى، نريد أن ننسى!