ما دلالات فوز المجتمع المدني في إنتخابات نقابات مهندسي بيروت؟
 

هُزمت الأحزاب مجتمعة في انتخابات مجلس نقابة المهندسين وفرح اللبنانيون الخارجون عن إرادة وطوق أحزاب الطوائف للمرة ثانية بعد هزيمة البعض منهم في إنتخابات البلديات في الشمال وبيروت ويبدو أن خوف البعض من الانتخابات النيابية القادمة هو في محله ونتيجة لتقارير صادقة تؤكد ولادة وعي جديد بضرورة التخلص من الطبقة السياسية الفاشلة أو من بعض تشكيلاتها طالما أن المستحيل يحاصر هذه الطبقة المدعومة بقّوة المال والسلاح والعصبية الطائفية .

إقرأ أيضا : من لبنان الجديد مبروك حضرة النقيب
ما حققه المهندسون المستقلون يبعث على الإطمئنان ويدفع بقوة التغيير الى الأمام ويسجل لهم جرأتهم في المواجهة وبطولتهم في محاربة حيتان السياسة والانتصار عليهم دفعة واحدة وهي بادرة تستحق الوقوف عندها والرهان عليها والتأمل فيها لعلّ خيراً ما يقف في وسط الطريق لأخذ البلاد والعباد الى صحوات سياسية تنشل المواطن من أزماته المتضخمة وتعيد للحركة النقابية دورها المفقود بعد مصادرة المهن الحرّة والمهنيين من قبل شبكات الطوائف كما هو حال باقي قطاعات المجتمع المدني المأخوذة بالجملة لصالح أرباب النظام الطائفي .

إقرأ أيضا : لقاء حزب الله - عون .... نسف لمشروع باسيل وهذه إقتراحات حزب الله الإنتخابية
لا ندعي أن هناك نقابة بمستوى النقابات التي أسهمت في إسقاط أنظمة دول أوروبا الشرقية وأنه  يتوفر في لبنان ليش فاليسا النقابي الذي خاض المعركة ضدّ الاستبداد الشيوعي وانتصر ولا نغالي لنقول بأن النخبة المتعلمة بدأت تعي مصالح وطنية و قد خرجت من عُلب المصالح الشخصية وأن مسطرة المهندس المستقل سترسم خارطة سياسية جديدة في لبنان . 

 

بكل تواضع نقول بأن هذه خطوة في طريق المستحيل و أهميتها أنها تعري أصحاب المذاهب الذين ينفخون أوداج عصبياتهم كل يوم وينفخون عضلاتهم الجماهيرية بإستحقاق ودون إستحقاق لإخافة الباحثين عن وطن والهاربين من مزارع الزعماء ولتأكيد شرعية استبدادهم السلطوي بشعب أشبع بسموم الشعارات الفضفاضة والتي لا علاقة لها لا بماء ولا بكهرباء ولا بعمل ولا بأيّ خدمة من خدمات العيش الكريم وإنما لها علاقة بتفريغ الانسان من محتواه الاجتماعي .

إقرأ أيضا : مسرحية في مجلس النواب من يحاسب من؟
لقد خسر التياران الحرّ والمستقبل وحزبا الله والقوّات وحركة أمل ولم يبق واقفاً في خارطة المهندسين سوى المهندس الذي إستند الى دوره المهني لا الحزبي ليكبح جُماح تسونامي السلطة التي نامت على حلم قديم وإستفاقت على كابوس مهندس جديد .

إقرأ أيضا : حزب الله الشيوعي
إن الشارع الذي إستفاق لمرتين بسبب أزمتيّ النفايات والسلسلة هو من غذى ورقة المهندسين المستقلين وحرك الشواغر الوطنية في صدورهم وهو الرهان المطلوب لجمع كتلة بشرية صلدة لتكسّر الاسمنت السياسي والأمني وقد تكون الانتخابات البلدية - رغم أن  القانون  سيلبي مصالح الطبقة السياسية - محطة كبرى في ورشة تهشيم وجوه هذه الطبقة البشعة اذا ما بقي المواطنون المتحررون في دائرة الصوت لا الصمت .