عدة أيام تفصلنا عن الإنتخابات الرئاسية الإيرانية وسط إحتدام الصراع بين المحافظين والإصلاحين فكيف ستكون النتائج
 

أعلن يوم الخميس الماضي السيد إبراهيم رئيسي، سادن المقام الرضوي في مدينة مشهد عن نيته للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستعقد بعد 43 يومًا وذلك وسط إرباك التيار المحافظ بعدد كبير من المستعدين للترشح مقابل المرشح الواحد للتيار الإصلاحي وهو الرئيس الشيخ حسن روحاني. 

خلال الإجتماع العام لممثلي التيار المحافظ في العاصمة الإيرانية حصل إبراهيم رئيسي على أكثر الأصوات وحصل الجنرال محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران ومنافس الرئيس روحاني في الإنتخابات الرئاسية الماضية على الموقع الخامس والجنرال محسن رضائي على الموقع العاشر مما يعني بأن التيار المحافظ يريد ترتيب أوراقه من جديد ويكشف عن وجوه جديدة بعد خسارته في الإنتخابات الماضية، لأن الجنرالين: قاليباف ورضائي جربا حظوظهما أكثر من مرة ولم يحققا فوزاً ولهذا التجأ التيار المحافظ إلى رجل دين سيد ( أي من نسل النبي محمد) ربما واهماً بأن الشيخ روحاني فاز في الانتخابات الأخيرة بسبب انتمائه إلى المؤسسة الدينية وكونه رجل دين! بينما ليس هناك علاقة بين الفوز في الرئاسة والزي الديني أو المدني للمرشحين .

إقرأ أيضًا: أمريكا تؤجل العقوبات الجديدة ضد إيران وهذا هو السبب

وتكمن مشكلة التيار المحافظ في أن هذا التيار يتغذى دوماً من النظام ويتحدث من موقع النظام وليس من موقع الشعب. 

وما أثار تخوف الإصلاحيين ليس ترشح القاضي السابق ابراهيم رئيسي المتورط في ملفات ساخنة بحد ذاته وإنما توليه موقع سدانة مقام الإمام الرضا الذي يعتبر أثرى مؤسسة خيرية على وجه الأرض واستخدام أموالها للتأثير على مصير الإنتخابات الرئاسية تحت ذريعة مساعدة الفقراء وذوي الحاجة.

وقال ابراهيم رئيسي رداً على التساؤلات حول توزيع الأموال بدل إيجاد فرص للعمل: لو كان الإمام الرضا موجودا بيننا حاليا لكان يوزع الأموال بين الفقراء.
 وإنما يبقى السؤال حول سرّ توزيع الأموال قبل ثلاثة أشهر من إجراء الانتخابات الرئاسية. هل يرى الامام الرضا بضرورة تزامن الترشح للرئاسة وتوزيع الأموال لو كان موجوداً بيننا؟! 

إقرأ أيضًا: صفقة جديدة بين بوينغ وإيران: دور الإقتصاد السياسي

ويعول الرئيس روحاني على إنجازاته الكبيرة وأهمها الحصول على الاتفاق النووي الذي جنّب شبح الحرب عن إيران كما عقد صفقات كبيرة مع أوروبا والتحكم على منسوب التضخم وتوفير فرص كثيرة للعمل ومحاولة فتح المجال للحريات وإنقاذ البلد من المستفدين الداخليين من العقوبات الدولية ضد إيران. 

ان الإصلاحيين وعلى رأسهم الزعيم الوطني محمد خاتمي يدعمون روحاني للفوز لولاية ثانية ولو يخسر إبراهيم رئيسي في الانتخابات المقبلة سوف يخسر حظوظه لخلافة المرشد الحالي.