الضربة السورية الكيميائية رُدت بالضربة الأميركية، وتوعد برد روسي قاسي، في ما التعاون الأميركي الروسي العسكري قد يتوقف بسبب الضربة الأميركية، أما إيران فهي الخاسر الأكبر
 

عندما كان إسقاط نظام بشار الأسد ليس من أولويات أميركا، وعندما كانت السياسة الأميركية الجديدة توجه بوصلتها إلى محاربة تنظيم داعش حتى ولو على حساب التشارك مع النظام السوري، إلا أنها اليوم غيّرت موقفها لاسيما بعد الهجوم الكيميائي الذي حدث في خان شيخون المتهم به النظام السوري من قبل أميركا، والضربة الكيميائية رُدت بضربة أميركية لتلقن النظام السوري درساً كبيراً بعلم واضح وصريح من الجانب الروسي، حتى وإن لم يستطع مجلس الأمن الدولي التوصل إلى قرار يدين الهجوم، إلا أن ردها جاء سريعاً ومنفرداً.

إقرأ أيضًا: ترامب يتوعد بالتحرك في سوريا

الوقت قد حان فعلاً بالنسبة لأميركا وجاء الرد صاروخياً بعد توعد نُفذ بأمر من الرئيس دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية، وإطلاق 59 صاروخًا من نوع توماهوك استهدف القاعدة الجوية السورية التي إنطلق منها الهجوم الكيماوي ما أدى إلى وقوع خسائر وتدمير شبه كامل للقاعدة، وتعليقاً على تلك الضربات صرح سيناتور جمهوري أميركي بأن "أيام اللاحساب انتهت بالنسبة للأسد وهناك الآن رئيس أميركي جاهز"، وبعد تنفيذ الضربة الأميركية دعا ترامب كافة الدول والأمم المتحضرة الإنضمام "لإنهاء المجزرة وسفك الدماء في سوريا والقضاء على الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه".

أما بالنسبة للجانب الروسي، تصريحاتٌ روسية كثيرة نددت بالضربة الأميركية واعتبرتها عمل عدواني لابد من المحاسبة عليه، والرد الروسي سيكون قاسياً، إلا أنه في المقابل أشارت مصادر أن الجانب الروسي كان على علم بتوقيت الضربة الأميركية لسحب قواته من القاعدة السورية!

إقرأ أيضًا: تواطؤ إيراني مع روسيا وأميركا.. وحزب الله رأس الحربة

فكيف لروسيا بعد العلم بالضربة أن تطالب بعقد جلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي بشأن الضربة الأميركية وتتوعد بالرد أيضاً؟ هذا واعتبر رئيس لجنة شؤون الدفاع والأمن لمجلس الإتحاد الروسي فكتور أوزيروف "أن التعاون بين العسكريين الروس والأمريكيين في سوريا قد يتوقف بسبب الضربة الصاروخية الأمريكية على قاعدة للجيش السوري."
أما إيران فهي الخاسر الأكبر لأنها باتت مقيدة بإتفاقيات نووية تهدد تحركاتها الميدانية والعسكرية وحتى السياسية، ولا يسعها سوى "الإدانة بشدة" حسب ما أعلن المتحدث بإسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي.