إنَّ الظهورَ المقنّع لعناصر من حزب الله في برج البراجنة فتحَ شهيّة التّحليلات والتفسيرات للرسالة من هذا الخطوة التي وضعت تحت خانة "الأمن الاجتماعي" و "ملاحقة فلول تُجّار المخدّرات" الذين أذاقوا المنطقة من كأسهم المُرّة. حزب الله اشتهر باتّباع خطواتٍ سريّةٍ في العمل الأمني لتوفير عوامل نجاحه، ابتعد عن هذا المبدأ في "خطوة برج البراجنة" التي رأى فيها مراقبون أنّها "دعسة ناقصة".

ورغم أنَّ المصادر تجمع على أنَّ حزب الله ليس بحاجة لتظهير دوره في موضوع ملاحقة تُجّار المخدّرات في ظلّ مساهماته مع الأجهزة الأمنية في مجال إلقاء القبض على هؤلاء وتوفيره المعلومات والمعطيات الضخمة التي تكفّل الوصول إليهم، لكن خطوة "برج البراجنة" فتحت أبواب التساؤلات عن المغزى من هذا الظهور. مرجع أمني في حزب الله، ينسف في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت" كلّ الفرضيات التي سِيقَت في تحليل أبعاد الظهور الأمني" كاشفاً أنَّ الإطار الذي سمّي سرايا العباس أو وحدة الأمن الاجتماعي "غير موجود أبداً في هيكليّة حزب الله التنظيميّة أو العسكريّة إنْ كان على صعيد الشُعب أو البُقع".

وتابع إنَّ "الخطوة التي حصلت في برج البراجنة هي عبارة عن اجتهاد خاصّ وخاطئ أقدم عليه أحد المسؤولين المحليين الذي لم ينل موافقة قيادته أو يعود إلى رأي مرجعيّته التنظيميّة التي لم تدرِ بالأمر إلى ما بعد حصوله، إذ إنَّ المسؤول ربط حراكه بالشأن الداخلي الخاصّ بمنطقته" معتبراً أنَّ "ظهور العناصر المقنّعة أساء إلى حزب الله أكثر مما أفاده".

وإذ قال المرجع في سياق حديثه إنَّ "حزب الله ضبَّ الموضوع" سُئِل عن كيفيّة "ضبضبته" فأجاب إنَّ "قراراً صدر عن الجهات التنظيميّة وقضى بسحب جميع العناصر من الشارع" كاشفاً أنَّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "طلب فتح تحقيقٍ في الموضوع وإحالة المسؤولين على الجهة التنظيميّة ضمن الأُطر الرسميّة التي يعمل ضمنها حزب الله".

(Lebanon Debate)