اعتبر المعارض السوري البارز ورئيس اللجنة القانونية في الائتلاف المعارضهيثم المالحأن المواقف الأميركية الأخيرة التي أقرت أخيرا بأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ليس أولوية لواشنطن، لا تغير كثيرا بالمشهد العام أو بعلاقتنا بالولايات المتحدة، لافتا الى ان هناك عدم ثقة بها منذ زمن طويل، باعتبار انها اختارت دعم النظام في سوريا بوجه الشعب السوري.
وأشار المالح في حديث لـ"النشرة" الى ان "موسكو وواشنطن يتبعان استراتيجية اسرائيل في المنطقة القائمة على تفتيتها وتدمير سوريا"، متحدثا عن "تلاقي مصالح ايرانية–اسرائيلية في هذا المجال". وأشار الى أن "أميركا لطالما كانت موافقة على ممارسات ايران وميليشياتها في سوريا والتي خصصت 90 ألف مقاتل يتبعون لها لدعم نظام الاسد، عدا عن كون حزب الله يتمادى باختطاف لبنان".
 
لعب فوق الطاولة
 
وشدّد المالح على ان السياسة الأميركية في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب لم تتغير عمّا كانت عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، "فكل ما تبدل أن اللعب كان يتم من تحت الطاولة، قد بات اللعب اليوم على المكشوف". وأردف "اميركا هي سمحت للروس بدخول سوريا وتوسيع نفوذهم ولو أراد اوباما او ترامب لأمسكا بوتين من أذنيه وأخرجاه من بلدنا".
واعتبر أن "الاستراتيجية الاسرائيلية تقوم بشكل رئيسي على التمسك بأنظمة فاسدة وبالية في المنطقة ومنها نظام الأسد"، مشددا على ان النظام السوري فعليا على الأرض لا يمتلك شيئا وقد باتت ايران هي الممسكة بزمام الامور. وتابع "الأسد أعطى جنسيات سورية لمليون شخص منذ العام 2011، وقد استوطن عدد كبير من الغرباء في الغوطة وحمص ودمشق القديمة، كما ان الايرانيين اشتروا مئات العقارات باطار خطة خطيرة ولعبة كبيرة جاءت نتيجة صفقة النووي الايراني التي وقعتها طهران مع واشنطن".
 
لا للدولة الكردية
 
ولفت المالح الى أنّه "حتى ولو أرادت الادارة الأميركية الجديدة كما تقول تحييد الدور الايراني وتحجيمه، فقد تأخرت كثيرا، ولا يمكن لواشنطن أن تتهرب من مسؤولياتها في هذا الاطار ومن تغطيتها جرائم الحرب التي يقترفها نظام الاسد وطهران وموسكو". وأضاف: "لو كان المجتمع الدولي حقيقة موجودا لكان ساق الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني وغيرهم الى المحاكم الدولية".
وتطرق المالح لدعم واشنطن وموسكو للوحدات الحماية الكردية في الشمال السوري، مستهجنا "كيف تتعامل اميركا مع الـPYD والذي هو جزء من الـPKK المصنف ارهابيا"، مضيفا: "يتعاونون مع ارهابيين للتصدي لارهاب داعش والنصرة"!.
وشدّد المالح على ان "في سوريا لا شيء اسمه كردستان تمتد من العراق الى ايران وتركيا"، مؤكدا "عدم امكانية فرض دولة كردية في شمال البلاد حتى ولو كان هناك قوى دولية تغطي هذا الموضوع"، وأضاف: "بالنهاية القرار يعود للشعب السوري، واي اصرار على هذه الخطة سيفاقم الازمة ويزيد من التضحيات والدماء التي تسفك يوميا".