تتحدث الصحف الاسرائيلية عن العلاقات التي من المتوقع أن تربط الرئيس الاميركي دونالد ترامب بـباسرائيل، خصوصاً في ما يتعلق بقضية عملية السلام، التي يبدو أن الرئيس الأميركي ينوي الدخول على خطها من الباب العريض. فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، عن مدى رعب المستوى السياسي الإسرائيلي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقالت إن ترامب ربما لن يتردد في معاقبة إسرائيل إذا ما أفشلت الأخيرة جهوده للتوصل إلى صيغة للتسوية في الشرق الاوسط في غضون سنة، مؤكدة أن الرئيس الاميركي السابق بارك أوباما، ساهم في أمن إسرائيل أكثر من أي رئيس سابق.
 

تربيط الخيوط

وأكدت الصحيفة أن تكليف جيسون غرينبلات، من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليكون مبعوث الرئيس لشؤون الشرق الأوسط، يأتي من أجل "التواصل إلى صيغة تسوية في الشرق الأوسط في غضون سنة".

وأوضحت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم الاثنين، الذي كتبه معلقها العسكري "أليكس فيشمان"، أن غرينبلات الذي وصل "إسرائيل الشهر الماضي، تبين أن الرجل لا يتعلم بسرعة فقط بل بدأ منذ الآن بتربيط الخيوط، بدء بالملك السعودي وانتهاء برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ويسير حوله على أطراف الأصابع".

وقالت "يديعوت"، إن "ترامب تبنى فكرة الأشخاص المركزيين الثلاثة في مجال الأمن الذين يحيطون به، وهم وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتس، ورئيس مجلس الأمن القومي الجنرال جون كيري، ورئيس وزارة الأمن الوطني الجنرال اتش. ار. ماكماستر".

ولفتت الصحيفة، إلى أن هؤلاء الجنرالات الثلاثة، هم من قادوا القوات في العراق وأفغانستان واطلعوا على مدى السنين على تقارير استخباراتية أشارت إلى النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، كعامل يجعل من الصعب على القوات المسلحة الأميركية الوصول إلى الانجازات اللازمة في هذه النزاعات.

الفرائص ترتعد

وعلى حد فكرهم، فإن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، "هو عائق يجب إزالته عن الطريق من أجل التقدم في المصالح الأمنية، والاقتصادية والسياسية الأمريكية في العالم العربي"، بحسب الصحيفة التي رأت أن "إنهاء النزاع - بحسب هذا الفكر - سيساعد الإدارة أيضا في إنهاء قضية داعش كتهديد إقليمي وعالمي".

وأكدت أن "موقف ترامب من المستوطنات، والمناطق ج، ونقل السفارة إلى القدس المحتلة وغيرها، ليس مصابا بالرومانسية بل تحركه مصلحة استراتيجية أمريكية صرفة"، مضيفة: "إن تصميم غرينبلات بتكليف من ترامب، من شأنه أن يرد بشكل غير متوقع إذا ما فشلت الصفقة الشرق أوسطية التي يعدها، وهو ما يدفع إلى أن ترتعد الفرائص في إسرائيل".

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية، أن "المداولات في الكابينت أي المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يوم الخميس الماضي والتي عنيت بتجميد متدرج للمستوطنات وبادرات طيبة واسعة في المناطق ج - حسب الطلب الاميركي– جرت في صمت إعلامي غير تقليدي، وفي إسرائيل بدأوا يشتاقون لأوباما في وقت مبكر أكثر مما كان متوقعا".

وفي الأسبوع الماضي، وخلال احتفال الوداع للقائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي، يعقوب ناغل، أثنى نتنياهو عليه بقوله، أنه أنجز اتفاق المساعدات الأمنية الأكبر الذي حصلت عليه إسرائيل من أي وقت مضى، كما لوحظ أن وزير البنى التحتية الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، يقول بهدوء: "من حظنا أننا عقدنا الصفقة مع الإدارة السابقة"، وفق ما أوردته الصحيفة.

ضوء أحمر

وأشارت الصحيفة إلى أنه في "إسرائيل بدأوا يدركون بأنه مع كل العداء للسياسة الإسرائيلية في المناطق، فقد ساهم أوباما في أمن إسرائيل أكثر من أي رئيس أميركي آخر، وفي فترة ولايته تلقت إسرائيل، إضافة لصفقة المساعدات الأمنية السنوية الدائمة بمبلغ 3 مليار دولار، علاوة على 200 مليون دولار بمتوسط سنوي لمشاريع خاصة"، مضيفة: "إذا لم يكن هذا كاف، فقد رتب أوباما لجهاز الأمن ميزانية ثابتة للعقد القادم، سيسمح له بأن يتحرك دون قلق مالي".

وتابعت: "من شأن ترامب أن يكون أقل لطفا بكثير إذا ما خرب بتسلئيل سموتريتش (نائب إسرائيلي متشدد) وارئيل جهود ترامب في إتمام الصفقة"، مشيرة إلى أن ذهاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للقاء ترامب "وهو متفائل جدا يجب أن يشعل ضوء أحمر في مكتب نتنياهو".

وأكدت "يديعوت"، أن "أوباما كان إمعة، فقد حدد لإسرائيل خطوط حمراء في المستوطنات، ولكنه لم يجبي منها ثمنا حين اجتازتها"، متوقعة أن يقوم ترامب بـ"معاقبة إسرائيل إذا ما افشلت جهوده في المفاوضات الإقليمية ولم يحصل على ما يريده ".

وأشارت إلى أن "ترامب لم يتردد في مطالبة حلفائه الأقرب - اليابان، كوريا الجنوبية وألمانيا – بأن يزيدوا جدا حجم ميزانياتهم الأمنية، لأنه غير مستعد بعد اليوم لأن يتحمل أساسا عبء الدفاع عن أمنهم، وهذه دول غنية"، متسائلا: "فأي سبب لديه كي لا يطلب ذلك من إسرائيل أيضا، إذا لم تبدي المرونة السياسية المطلوبة منها".

وقالت الصحيفة الإسرائيلية في ختام مقالها، "لم يتبق لرؤساء أجهزة الأمن إلا أن يأملوا وهم على طاولة عشاء الفصح، بأنه إذا لم يضف ترامب أغورة لميزانية الدفاع، فهذا يكفينا، وإذا ما تركنا لحالنا ولم يلمس ميزانية المساعدات الأمنية التي أعطانا إياها أوباما، فهذا يكفينا".