يُعد سد الفرات من أهم السدود في سوريا والوطن العربي، ويستفاد منه في مشاريع زراعية وفي توليد الكهرباء، وقد حذرت عدة جهات من إنهياره جراء تعرضه للقصف والمعارك العنيفة الحاصلة في هذه المنطقة.
 

يقع سد الفرات في محافظة الرقة بسوريا، ويبلغ طوله 4.5 كلم وإرتفاعه أكثر من 60 مترًا، إذ بني السد عام 1968 على نهر الفرات وإستمر بناؤه نحو 5 سنوات تقريبًا، وسد الفرات، الذي يقع بالقرب من مدينة الثورة النموذجية يبعد عن مدينة الرقة نحو 50 كيلو متر، يعد سدًا ترابيًا ذو طبقة صلبة في الوسط لمنع تسرب المياه، إذ يتألف جسم السد الترابي من الرمل والحصى.
وتشكلت خلف السد بحيرة الأسد، التي تعد من أنظف البحيرات الصناعية العذبة في العالم، ويبلغ طول البحيرة 80 كلم وعرضها 8 كلم ومحيطها 200 كم ومساحتها 640 كم2 وحجم التخزين فيها 14.1 مليار متر مكعب، ويستفاد من مياه سد الفرات في المشاريع الزراعية الكبيرة في المنطقة، بالإضافة إلى توليد الكهرباء عبر محطات التوليد الكهرومائية، وتعتبر المحطة الكهرومائية جزءًا أساسيًا من سد الفرات، وتقع على الضفة اليمنى وهي من أكبر المحطات التي تولد الطاقة الكهربائية في سوريا بإنتاج سنوي من الطاقة يقدر بنحو مليارين ونصف كيلو واط ساعي، يذكر أن الهدف من بناء سد الفرات هو ري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية الخصبة، تزيد على 640 ألف هكتار وتوليد طاقة كهربائية بحدود 2.5 مليار كيلوواط سنويًا، وتنظيم مجرى نهر الفرات ودرء أخطار فيضانه.

إقرأ أيضًا: أطفال سوريا.. ضحية الإرهاب وصراعات الكبار
وعليه إن هذه المسألة دقيقة والموضوع في غاية الأهمية، خاصة وأن إنهيار السد يضع حياة أكثر من 3 ملايين شخص في دائرة الخطر، ناهيك عن التهديد الذي يطال معظم مناطق جنوب شرق سوريا بالغرق.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد أكد أن هذا السد على وشك الإنهيار، وحذر من أن هذا سيتسبب في دمار هائل للمنطقة برمتها، مشيرًا إلى أن السد يعاني من ضغط هائل مع إرتفاع منسوب المياه التي يختزنها وكادت تطغى عليه، وأرجع التقرير السبب في إمكانية الانهيار الوشيك إلى أعمال التخريب المتعمد من قبل "داعش" وغياب أعمال الصيانة الضرورية، بالإضافة إلى غارات التحالف الدولي والإشتباكات بالمنطقة المذكورة والتي أضرت بمدخل سد الطبقة، وأشار إلى أنه في حال إنهيار السد سيتسبب ذلك بغرق وفيضانات على ضفاف النهر الأكبر في سوريا، وقد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

إقرأ أيضًا: إستقبلتونا شهر كتر خيركم.. الدار اللبنانية ضاقت بضيوفها فمتى الرحيل؟

وقال التقرير الأممي إن عناصر "داعش" تعمدوا تدمير البنية الأساسية الحيوية، بما في ذلك ثلاث محطات للمياه وخمسة أبراج للمياه وذلك بعد تقهقر التنظيم بالمنطقة، وأضاف التقرير أن التنظيم زرع ألغامًا في محطات ضخ المياه على نهر الفرات مما يعيق ضخ المياه، ويجعل السكان يلجأون إلى إستعمال مياه غير معالجة من نهر الفرات.
وعلى خلفية هذا الأمر نشرت مجموعة من المهندسين العاملين في السد بيانًا يشيرون فيه إلى إحتمال حدوث إنهيار في جسمه، ويقترحون إتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع هذه الكارثة ومنها وقف كافة العمليات القتالية في منطقة السد، تنسيق العمل مع السلطات التركية لتخفيض حجم تدفق المياه إلى بحيرة الأسد، ضمان عمل قنوات صرف المياه، السماح للكادر التقني بالوصول إلى السد عبر ممر إنساني ليقوموا بعملهم.
خلاصةً.. إن إنهيار السد سيسبب كارثة تودي بحياة مئات الآلاف، لأن بحيرة الأسد تتسع لـ 14 مليار متر مكعب من الماء، فإذا دمر السد لن يكون بالإمكان تخمين عواقبه، لأن تيار المياه المتدفقة سيضرب الرقة ودير الزور والبو كمال في سوريا وبعض المدن العراقية.