بالشكل، قد يعتبر توصيف الوزير المشنوق لفعلة الرؤوساء الخمسة السابقين بإرسالهم رسالة إلى القمة العربية بالخطيئة توصيفًا دقيقًا، إذ من غير المستحب أن تبدو السلطة الشرعية بلبنان وكأنها لا تمثل وجهة نظر جميع اللبنانيين أو  قسمًا كبيرًا منهم، بالرغم من تفاهم ومساهمة جميع الأطراف ولو بالظاهر في صناعتها.

إقرأ أيضًا: النص الكامل لرسالة الرؤساء الخمسة
وهنا لا بد من وقفة استهجان كبيرة، بالخصوص من أداء تيار المستقبل! فرئيس كتلته النيابية فؤاد السنيورة الموقع على الرسالة إلى جانب الرئيس تمام سلام المحسوب هو الآخر على التيار نفسه، هما في قطار آخر غير القطار الذي يدعو إلى الركوب فيه رئيس التيار نفسه! مما يوحي إما إلى وجود قطارين وأما أن الرئيس الحريري غير مقتنع بالمكان الذي يجلس فيه حاليًا. 
صحيح أن الجميع يعرف بأن  الرسالة لا تقدم ولا تأخر، وصحيح أيضًا أن المجتمعين في الأردن على ضفاف البحر الميت لا حول لهم ولا قوة، وأن  فولوكلور القمم العربية لا تعدو أكثر من ظواهر صوتية لا تسمن ولا تغني من جوع، ليبقى السؤال عن حجم الإنزعاج الكبير الذي ابداه حزب الله من موضوع الرسالة ومن مطلقيها. 

إقرأ أيضًا: خطاب لبنان في القمة العربية
الجواب هو أن حزب الله، وبعد وصول مرشحه للرئاسة، وفرض تشكيلة حكومية يقبض بيده على ناصية قراراتها كان يرغب أن  يبدو المشهد العام للسلطة اللبنانية وكأنه مشهد قطار يسير على السكة الصحيحة بدون إكراه أو ترهيب بقوة السلاح، ليخرج بعد ذلك صوت الخمسة من إحدى النوافذ ينبه الزعماء العرب والعالم بأن القطار مخطوف،، وأن هناك من يضع المسدس في رأس من يقوده فلا تنغشوا، وهنا بالتحديد تكمن أهمية الرسالة بإنفضاح أمر الخاطف.