سيكون لبنان يوم غد الأربعاء أمام إستحقاق سياسي مهم يتمثل بحضوره القمة العربية حيث سيلقي رئيس الجمهورية كلمة لبنان وبالتالي فإن فخامة الرئيس أمام مسؤولية كبيرة في مراعاة المزاج العربي العام من جهة والوحدة الوطنية الداخلية من جهة ثانية
 

يعتبر لبنان من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية التي تأسست عام 1945 وكان لبنان بين الدول الرئيسية التي شاركت في مقدمات التأسيس والتي بدأت منذ العام 1943 بمشاركة مصر والأردن والعراق وسوريا واليمن والسعودية، وقد ونجح لبنان في تكريس حضوره الفاعل في الجامعة العربية منذ تأسيسها وحتى اليوم.
يوم غد الأربعاء تنعقد الدورة الـ 28 للقمة العربية بمشاركة لبنان من خلال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة الرئيس سعد الحريري ومن المقرر أن يلقي رئيس الجمهورية كلمة لبنان أمام القمة.

إقرأ أيضًا: الخطة الأمنية وقانون العفو
وتأتي مشاركة لبنان هذا العام وسط التباسات عديدة في الموقف اللبناني على خلفية مواقف سابقة لرئيس الجمهورية من حزب الله والسلاح وغيرها وكذلك على خلفية المواقف التصعيدية لحزب الله ضد بعض الدول العربية ودول الخليج تحديدًا.
ولذلك تتجه الأنظار إلى الموقف اللبناني في القمة إذ من المفترض أن يعالج الشوائب التي حصلت مؤخرًا من خلال موقف موحد لرئيسي الجمهورية والحكومة يؤكد فيه لبنان التزامه التضامن والإجماع العربي تلافيًا لأي مواقف قد تضر بالمصلحة الوطنية العليا أو بعلاقات لبنان بدول الخليج خصوصًا ومحيطه العربي عمومًا.

إقرأ أيضًا: من الذي عرض على وزير المالية مليار دولار؟
وكما عمل لبنان على تبديد الهواجس التي حصلت بعد مواقف رئيس الجمهورية خلال زيارته إلى مصر، فإن لبنان يستطيع اليوم توجيه خطاب معتدل ومتوازن يقوم على مبدأ مراعاة ثوابت لبنان في علاقاته العربية من جهة ومراعاة الوحدة الوطنية الداخلية والإجماع اللبناني من جهة ثانية، مع التأكيد على الأهمية التي يوليها لبنان لعلاقاته مع الدول العربية ودول الخليج خصوصًا وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.
ولذا فإن رئيس الجمهورية أمام مسؤولية وطنية كبيرة تنطلق من الحرص على المحافظة على الوحدة الداخلية لبنانيًا والحرص على إظهار الموقف اللبناني المعتدل والمتوازن خلال القمة العربية.