فنّدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية العلاقة التي جمعت بين رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين وشركة الغذاء الأميركية الشهيرة سيبورد Seaboard الكائنة في ولاية كنساس، على رغم إدراج اسمه على لائحة الإرهاب الأميركية السوداء في العام 2009، كاشفةً أنّ التهم التي أدت إلى إدانته في محكمة فيدرالية في واشنطن بدعم حزب الله مالياً يوم الجمعة الفائت جزء من تحقيق تناول تعامله مع الشركة المذكورة.
 

وفي هذا السياق، ذكّرت المجلة بمقابلة أجرتها مع تاج الدين السنة الفائتة، لافتةً إلى أنّه نفى خلالها علاقته بـ"حزب الله"، إذ شدّد على أنّه لم يقترف أيّ خطأ وعلى أنّه غير مرتبط بأيّ مجموعة إرهابية. كما ذكّرت بمقال نشرته في تشرين الثاني الماضي على صفحتها الأولى كشف أنّ شركات مرتبطة بتاج الدين جنت ملايين الدولارات بعد تعاملها مع شركة "سيبورد" خلال السنوات التي تلت إدراج اسمه على لائحة الإرهاب الأميركية، موضحةً أنّه يُحظّر على الشركات الأميركية التعامل مع كيانات واردة أسماؤها على اللائحة المذكورة.

وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن مصادر واسعة الاطلاع تأكيدها أنّ وزارة العدل الأميركية تحقّق لمعرفة ما إذا كانت "سيبورد" حاولت التكتم على عمليات باعت بموجبها دقيق القمح لشركات مرتبطة بتاج الدين، مشيرةً إلى أنّه يُستبعد أن ترفع السلطات الفيدرالية دعوى على الشركة الأميركية حالياً، فما من إدعاءات تقول إنّها ارتكبت أيّ خطأ.

إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا واصلت "سيبورد" التعامل مع تاج الدين واثنين من أخويه بعد تصنيفهم مموّلين لـ"حزب الله" من جهة، واستخدمت وسطاء للتهرّب من افتضاح أمرها من جهة ثانية، مضيفةً أنّ التحقيقات تشمل أيضاً تفاصيل لقاء عُقد في العام 2012 بين رجل وصفه المحققون بمموّل للحزب وإداري في شركة الغذاء الأميركية في فندق في نيويورك.

وعن هذا اللقاء، أوردت الصحيفة أنّه ليس لـ"سيبورد" علم به، مشيرةً إلى أنّ الشركة المعنية أعلمت موظفيها في 16 كانون الأول من العام 2010 بأنّ التعامل مع أفراد عائلة تاج الدين أو الشركات الواردة أسماؤها على لائحة الإرهاب محظور.

توازياً، أوضحت الصحيفة أنّ السلطات الفيدرالية وجهت الجمعة تهماً عدّة لتاج الدين بما فيها التهرّب من العقوبات المفروضة عليه بعد إدراجه على لائحة الإرهاب والتآمر لغسل الأموال، لافتةً إلى أنّ المدّعين يزعمون أنّ أنشطته تعود إلى تموز العام 2013 على الأقل وأنّه واصل القيام بها على رغم الجهود التي بُذلت للحؤول دون ذلك.

وفي هذا الصدد، قالت الصحيفة إنّ إدانة تاج الدين تأتي بعد عقود من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة في إطار ما يُمسى بـ"مشروع كاسندرا" بهدف وقف تمويل "حزب الله".

ختاماً، أكّدت الصحيفة أنّ تاج الدين يملك شبكة من شركات الغذاء والعقارات التي تدرّ مليارات الدولارات، لافتةً إلى أنّه يدير مع شقيقيه شركات في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تهيمن العائلة على سوق الغذاء.

( "لبنان 24" - WSJ)