هل نجحت سياسات الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط حتى الآن؟
 

أولاً: سياسة أوباما في العراق وسوريا

ترك الرئيس السابق باراك أوباما ندوباً خطرة في سياساته الشرق -أوسطية، فقد بدأ عهده بالانسحاب المبكّر من العراق، وترك الساحة نهباً للسياسة الإيرانية التوسُّعية، وما لبثت البلاد أن  وقعت بين أنياب الإرهاب الذي رعته الدول الإقليمية المحيطة بها، سوريا (قبل اندلاع ثوراتها)، وإيران وتركيا، كلٌّ حسب مصالحه واهتماماته وأولوياته، ممّا فاقم مشاكل الانقسامات المذهبية والعرقية، وتفشي الفساد، وتدهور الخدمات العامة، وازدياد معدلات الفقر والبطالة والتهجير، حتى حلّت داعش أخيراً باحتلال أكثر من نصف العراق زارعةً القتل والخراب والتدمير واجتثاث المعالم الحضارية.

إقرأ أيضا : إجتماع ثلاثي في أنطاليا.... إتفقوا على محاربة الإرهاب وإستبعدوا إيران من الإجتماع
أمّا في سوريا، فقد تخبّطت الإدارة الأميركية بتوجيهات أوباما أيما تخبُّط، فلطالما أعلن الرئيس السابق عن فقدان بشار الأسد لشرعيته، منذ أن أطلق النار على المظاهرات السلمية، وعندما أمعن الأسد في القتل والقصف والتدمير والتهجير، كان أوباما يوالي التصريحات بضرورة رحيله، وعندما لاحت في الأفق إمكانية استعمال النظام السوري للسلاح الكيماوي، رسم أوباما خطّاً أحمر لذلك، إلاّ أنّ النظام لم يتردد في ارتكاب أسوأ جرائمه باستخدام هذا السلاح المروع ، ومع ذلك لم يُنفّذ الرئيس الأميركي السابق تهديداته بضرب النظام والقضاء عليه، لا بل ذهب إلى عقد الصفقات المشبوهة مع روسيا لنزع هذا السلاح، ممّا عجّل بدخول الاساطيل والطائرات الروسية في أتون الحرب السورية دعماً للنظام، وأحدث خللاً استراتيجياً خطيراً في لعبة التوازن الداخلي في سوريا.

إقرأ أيضا : ما قبل عاصفة منبج.... الأكراد يسلمون قرى للنظام السوري والجيش الأميركي ينتشر داخل المدينة

 

 

ثانياً: سياسة الرئيس ترامب الشرق-أوسطية

أحدثت سياسة الرئيس ترامب الشرق-أوسطية والتي لم يمض عليها أكثر من شهرين تبدُّلاً ملحوظاً في العراق وسوريا، وربما امتدّ ذلك إلى اليمن، فالرئيس الأميركي مُصمّم على تقليم أظافر إيران في الأماكن الساخنة في المنطقة العربية، وبدأت محاصرة الوجود الإيراني في العراق وسوريا، وظهر ذلك بوضوح في التصميم على القضاء على داعش، والسعي لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، وتعزيز الوجود العسكري الأميركي هناك، بحيث أنّ روسيا لم تعُد اللاعب الدولي الوحيد في سوريا، ومع تعاظم الدور التركي في الأحداث السورية بدأ نوعٌ من التوازن الاستراتيجي والإقليمي في مجريات الأزمة السورية، ممّا أجبر النظام على استئناف محادثات آستانا وجنيف، وخاصةً بعد وصول هدير المعارك داخل العاصمة دمشق إلى عتبات القصر الجمهوري.