مضى من عمره نحو 80 سنة وهو بصحة جسدية وعقلية ممتازة دخل إلى صالوني لحاجة ما يريدها مني فلما رأى مكتبتي سألني كم عدد كتبك ؟ قلت نحو 500 كتاب ، قال هل يجب على الإنسان أن يقرأ نحو 500 كتاب ليفهم دين الله وما يريد الله منا سبحانه ?!
 

قلت له كلا لا داع لقراءة هذا الكم من الكتب لنعرف ما يريد الله منا سبحانه ولكن نحن نقرأها لكي نحفظ الحِكَمَ والروايات والقصص والحكايات التي تجعل الإنسان صادقا أمينا عادلا فيما لو استمع إليها وسمعها ووعاها ؛ قال أنا إنسان أمين وصادق وعادل وأنت وأبناء الضيعة تعرفون عني ذلك ولله الحمد إذن لا داع لكي أسمعها ولا لكي أقرأها ، وتابع بقوله منذ سنين يا شيخنا حاولت أن أقرأ تفسير آية قرآنية مؤلفة من خمس كلمات في تفسير من التفسيرات الموجودة عندكم أنتم علماء الدين فوجدت المفسر قد فسرها بسبعين صفحة فتعجبت واستغربت واندهشت وقال لي عقلي ليس من المعقول مطلقا أن يُنْزِلَ اللهُ كتابا -  لكي يهدي به الناس إلى الحق والخير والعدل والقسط والبر والإحسان والأخلاق -  مكتوباً بلغة مُعَقَّدة وغامضة ومُلتَبَسة وتحتاج الآية فيه إلى سبعين صفحة لكشف معناها ؟!

إقرأ أيضا : محاولة لإصلاح الفكر الديني

 

يا شيخنا بصدق أقول لكم لقد قال لي عقلي لن يكون الكتاب كتابا دينيا إلهيا حينئذ ؟!إن كتاب الله الذي يُنزله للخلق حتى يعلمهم الحكمة والواجب والمحرم والمستحب والمكروه وقصص الأمم الخالية يجب أن يكون واضحا وضوح الشمس يفهمه العلماء والجهلاء مثلي ليكون حجة علينا جميعا ولكي يديننا الله به يوم الحساب ولا يُعْقَل أن ينزله إلى فئة من الناس إلى طبقة من الناس تحتكر تفسيره وتستبد بمعرفة معانيه ؟! لا يُعْقَل ذلك يا شيخنا فأنتم الشيوخ صعبتم معرفة الدين لكي تحتكروا معرفته حتى تتحكموا بالناس وتوجهونها وفق رغباتكم ومصالحكم المادية والمعنوية أنتم الشيوخ صعبتم الدين لكي تملكون الوصاية عليه وبالتالي لكي تفرضوا وصايتكم الدينية وسلطتكم الدينية على عقولنا وعلى جيوبنا ؟!

إقرأ أيضا : لا نريد كرامة من دون عمل ولا إنتصارات واهمة من دون عيش كريم

أرجو منك يا شيخ أن تتحمل نقدي على قدر فهمي وبحجم عقلي ولا تنزعج مني لأنني رجل صادق وصريح وشفاف بالحياة ولا أحمل في قلبي سوى المحبة لكم وفائق التقدير وعظيم الشكر.