خرجت اليوم جماهير شعبية لبنانية للاحتجاج الصارخ ضدّ الضرائب المزمع فرضها على الطبقات الشعبية.
 

جماهير تمكّنت من الإفلات من قبضة الطائفيين والأحزاب وتجار المال والسلاح والعقار. خرجت متضامنة متراصّة يلُمُّ شعثها العلم اللبناني الواحد، وشعارات الوحدة والرفض لسلطة الهدر والفساد واحتكار السلطة والتلاعب بها. ساعات معدودة تمكّنت خلالها جماهير هذه المظاهرة من تسجيل ملاحظات إيجابية، رغم بعض الملاحظات السلبية.

إقرأ أيضا : طلعت ريحتكم للحريري: لن نشكل لجنة للحوار قبل إلغاء الضرائب

أولا: الملاحظات الإيجابية

١- بدا منذ انطلاق التظاهرة أنّ البرلمان اللبناني لن يتمكن بعد اليوم من تحميل الفئات الشعبية وأصحاب الدخل المحدود كلفة سلسلة الرتب والرواتب، وأنّ موجةً من الضياع والاضطراب والتّيه ستحلُّ على أقطاب الطبقة السياسية.
٢- تمكنت التظاهرة من الصمود والانتظام رغم أنف المندسين الذين حاولوا حرف التظاهرة عن أهدافها عبر الاحتكاك بقوى الأمن.
٣- دقّت التظاهرة جرس إنذار حقيقي ومُرعب للطبقة السياسية الحاكمة، علّها تُقلع عن قهر هذا الشعب الصابر ،وتلتزم بإنجاز قانون انتخابي يُلبّي الحد الأدنى من الطموحات الشعبية.

إقرأ أيضا : الحريري:أشكر الجيش والأمن الداخلي على سلوكهم الحضاري بحماية المتظاهرين

ثانياً: السلبيات

١- كان يجب التّنبُه مُسبقاً لخطر المندسين والمشاغبين المكلّفين إفشال المظاهرة وتشويه صورتها.
٢- شكّلت إطلالة الرئيس سعد الحريري المفاجئة عنصراً درامياً خلال التظاهرة، وقد أساء الحريري لنفسه بهذا الظهور قبل أن يُسيء إليه المشاغبون، وكان في غنىً عن تعريض نفسه وموقعه للاهانة غير المبررة، إلاّ أنّ التعرُّض لشخص الرئيس الحريري كما جرى شكّل نقطة سلبية في خانة منظّمي التظاهرة.

 

 

إقرأ أيضا : الاشكالات في رياض الصلح سببها بعض المحازبين الذين شاركوا
٣- رُبّ ضارّةٍ نافعة، لعلّ الرئيس الحريري يتّعظ من خلال ما جرى اليوم، ليخلُص بأنّ المواقف الاستعراضية لا تبني أوطاناً، فضلاً عن كونها لا تُؤمن مستقبلاً سياسياً لصاحبها، فالرئيس الحريري بدأ بخسارة موقعه وهيبته ومستقبله السياسي منذ أن عمد إلى ترشيح الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية بخطوة استعراضية، واتبعها بالتّبرؤ من وزير العدل السابق أشرف ريفي وبطريقة استعراضية أيضاً، حتى وصلت خطواته الاستعراضية ذروتها بتمكين الجنرال عون من الفوز برئاسة الجمهورية، وها هو اليوم يجني ما اقترفته يداه، ويبدو مسؤولاً عن طبقة سياسية فاسدة، وهي لن تذرف دمعة واحدة يوم سقوطه الوشيك.