تنامي الدور المغربي في القارة الأفريقية أسقط رجل أعمال لبنانيا مطلوبا للأنتربول بتهمة تبييض الأموال.
 

انهارت أكبر الشبكات المالية التي تمول حزب الله من مشاريع وشركات عابرة للقارات إثر تأكيد أنباء عن اعتقال رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين (61 عاما)، الموضوع على لائحة المطلوبين دوليا، في مطار الدار البيضاء.

وأكد مصدر مغربي لـ”العرب” خبر اعتقال تاج الدين تحت بند مذكرة بحث ضده من طرف الشرطة الدولية الأنتربول، فيما لم يصدر عن السلطات المغربية أيّ معلومات بشأن ذلك.

ورفض السفير المغربي في لبنان محمد كرين الإجابة عن سؤال “العرب” بشأن تأكيد أنباء توقيف رجل الأعمال المطلوب التي تداولتها مصادر إعلامية لبنانية.

ويعتبر قاسم تاج الدين واجهة مالية لحزب الله من خلال إدارته وأشقائه لشركات ومقاولات عابرة للقارات لها فروع في القارة الأفريقية.

وقد وضعته وزارة العدل الأميركية صحبة أشقائه على لائحة الداعمين للإرهاب ووجهت لهم تهمة تبييض الأموال ودعم أنشطة إرهابية.

وأصدرت عائلة قاسم تاج الدين بيانا أكدت فيه أنه “موجود في الدار البيضاء ولدى السلطات المغربية وهو بحالة صحية جيدة”.

لكن مصادر مقربة من حزب الله لمّحت إلى أن الرجل غير مطلوب في المغرب وأبدت تخوفها من أن يكون قد خطف من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية اتساقا مع سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران وذراعها في لبنان.

وأشار صبري الحو الخبير المغربي في القانون الدولي في تصريح لـ”العرب” إلى أن توقيف المغرب لرجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين بالدار البيضاء إن تمّ فعلا فإنه في إطار مذكرة بحث دولية ضده من طرف الأنتربول، ولا يمكن للمغرب إجراء ذلك تعسفا وفي غياب هذه المذكرة.

وكشفت مصادر إعلامية مغربية الخميس أن تاج الدين معتقل في سجن سلا على خلفية صدور مذكرة بحث دولية بحقه تصنفه في لائحة الإرهابيين الخاصة بوزارة العدل الأميركية، ونقلت عن محاميه بأن موكله قد أحيل على جناح قضايا الإرهاب في سجن “سلا 2”.

وتقول مصادر قضائية مغربية إنه من المفروض قانونا أن وزارة العدل والحريات المغربية تنتظر من السلطات القضائية الأميركية تسليمها ملف المتهم خلال مدة أقصاها 60 يوما، على أن يفرج عن المتهم في حال عدم تسلم هذا الملف.

ولعب تاج الدين أدوارا مشبوهة من خلال شركاته في كل من غامبيا ولبنان وسيراليون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجزر العذراء البريطانية.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أكدت في العام 2009 أن قاسم تاج الدين وأشقاءه يديرون شركات وهمية تعمل لحساب حزب الله في أفريقيا. وسبق وأن أوقف من قبل السلطات البلجيكية في العام 2003 بتهمة الاحتيال وتبييض الأموال وتهريب الألماس.

ويعتبر خبراء أمنيون أن الواجهات المالية والشبكات المتعددة المشبوهة التي يملكها حزب الله في أفريقيا من بين أهدافها المساعدة في ازدياد التمدد الإيراني داخل أفريقيا. وحسب الخبير الدولي صبري الحو فهذا التمدد سابق على التمركز المغربي وهو يتم عبر الجزائر وبعض الدول من شرق القارة.

واتخذت الإدارة الأميركية في العام 2010 عقوبات اقتصادية في حق عدد من الشركات في عدد من دول غرب أفريقيا والتي تتهمها بتمويل حزب الله وفي مقدمها مجموعة “تاجكو” الغامبية للتوزيع وشركات أنغولية والتي ترتبط ماليا بعائلة تاج الدين، وعلى إثر تلك الاتهامات قامت سلطات غامبيا بطرد رجل الأعمال حسين تاج الدين.

وفي العام 2011 جمدت أنغولا جميع أنشطة عائلة تاج الدين الاقتصادية على اختلافها وحظرت تعاملات أفرادها، ما يطرح تساؤلات حول حجم تعاملات امبراطورية عائلة تاج الدين كإحدى أكبر الكتل المالية اللبنانية في أفريقيا والعالم

 

محمد بن امحمد العلوي