من مفارقات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن نائب رئيسه المنتهية ولايته الشيخ عبد الأمير قبلان سيضعف حينما يتولى رئاسة المجلس!  

حيث اتخذت قيادتا حزب الله و حركة أمل قراراً بتولية الشيخ قبلان كرئيس أصيل للمجلس.. مع ترميم بعض خلل المجلس الشيعي !!  

كم هو غريب أن يتمتع الشيخ قبلان بشيء من السلطة خلال فترته غير القانونية، و لكن يضعف مع قوننة وضعه، و مع توليه مهام رئاسة المجلس الشيعي!!! 

فقد كان وحيداً باتخاذ القرارات، مع مراعاته للمعادلات السياسية الشيعية، و لكن الآن ستصبح القوى الحزبية في قلب التركيبة الإدارية للمجلس، و إذ ذاك سيكون لها حضورها و فاعليتها و قرارها، بل و أجندتها!  و تالياً يمكننا اختصار الأمر بأن دور الشيخ عبد الأمير قبلان ينتفي مع وصوله للرئاسة. 

إقرأ أيضًا: إصلاحا للخلل القانوني(20) : هل يحق للشيخ الخطيب الترشح لموقع النائب الأول لرئيس المجلس الشيعي?

و في هذا الإطار يفترض التوقف عند دور المجلس على صعيدين : 

الأول : ما يخص إدارة التبليغ الديني، التي يتولاها القاضي الشيخ عبد الحليم شرارة، و الشيخ علي بحسون، و التي اصطدمت بنفوذ القوى الحزبية، و تالياً لم تتمكن من تحقيق انجازات في مجالها على مستوى رجال الدين،  ذلك مع الإشادة بالمناقببة التي تمتعت بها إدارة التبليغ الديني، لكن سياسة الأحزاب حالت دون تمكنها من تحقيق أي أهداف و إنجازات! 

الثاني : ما يتعلق بالأمانة العامة للأوقاف، التي يتولاه الشيخ حسن شريفة، و المحامي ضياء الدين زيبارة، حيث تعاطت هذه الإدارة بشكل سيء مع القوى المستقلة الشيعية، و لا أدل على ذلك من سيطرة إدارة الأوقاف على مسجدين : 
المسجد الأول في منطقة رأس النبع، التابع للجمعية الإسلامية الخيرية العاملية، التي يرأسها الوزير محمد يوسف بيضون. 
و المسجد الثاني في منطقة شاتيلا، التابع للجمعية الخيرية الثقافية التي يرأسها الوزير إبراهيم شمس الدين. 

و الملفت أن هذه الإدارة لم تكن موضوعية اطلاقاً، فتركت الأحزاب تعبث بأوقاف الطائفة، و تصدت للقوى المستقلة!!  حيث إن الشيخ شريفة منظم بحركة أمل، و المحامي زيبارة من فريق المحامي نزيه جمول الذي هو من بقايا. فريق الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدي، و الذي يوازن حالياً بين الثالوث:  قبلان، أمل، حزب الله!!

إقرأ أيضًا: إصلاحا للخلل القانوني في المجلس الشيعي (19): عدم قانونية ملئ شواغر الهيئتين الشرعية و التنفيذية
و الأمر الأكثر سوءاً، أن إدارة الأوقاف التي كان يفترض بها الإنصراف للإهتمام بأوقاف الطائفة، قد رأيناها تسعى للسيطرة على إدارة التبليغ الديني، و حاولت الهيمنة على الجسم العلمائي، بما يخدم قوى سياسية معينة!! 

 

المهم، أنه بالمحصلة، كل محاور المجلس الشيعي راهناً ستكون في مهب الريح مع التعيينات القادمة قريباً، و التي ستفضي لدخول حزب الله بشكل أفعل من الفترة الماضية، ما سيولد معادلات جديدة، لن يسلم منها الشيخ قبلان نفسه، و لا إدارة التبليغ الديني و لا الأمانة العامة للأوقاف.