في الوقت الذي تتعهد به الدول الغربية حماية مواطنيها، وتدوّن ذلك نصًا صريحًا على الصفحة الأولى في جواز سفرها، يلّوح لبنان بتحميل مواطنيها غرامات مالية في حال فقدان جواز السفر.
"جواز السفر" يعني لحامله أنه يتمتع بحقوق المواطنة وواجباتها، ويعني أيضا أن وراءه دولة وليست عشيرة، أو طائفة. 
دولة مثل كندا تحرص على تعزيز المواطنة في ذهن مواطنيها وذلك عبر كتابتها على الصفحة الأولى في جواز السفر: (نحرك أسطولنا من أجلك).
ودولة مثل أمريكا التي كتبت: (حامل هذا الجواز تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية فوق أي أرض وتحت أي سماء).

إقرأ أيضًا: هل الإضراب هو الحل الأمثل لتحصيل حقوق المعلمين؟
ودولة مثل بريطانيا لا تخرج عن الفكرة ذاتها، عندما كتبت التالي على صفحة الجواز الأولى: (ستدافع المملكة المتحدة عن حامل هذا الجواز حتى أخر جندي على أراضيها).
أما في لبنان الذي أسقط كل هذه المعاني من حسابته، أكد على صفحته الأولى من جواز سفره أن فقدان الجواز سيقابله غرامات مالية ثم نسأل عن الفرق بيننا وبينهم.
فهل ينظر لبنان لمواطنيه بوصفهم مواطنين أم انهم مجرد رعايا؟!
المسألة ليست مجرد كلمات، فالدولة التي تحترم مواطنيها تفرض على الآخرين إحترامهم، نحن نريد أن نرى لبنان دولة لا تنظر إلينا على أننا مجرد أرقام.

إقرأ أيضًا: أطفال تتسول فنتعاطف.. ماذا عن الدولة اللبنانية؟
في هذا الوقت ومع الإعلان عن توقيف أو إختطاف رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين وهو بالطبع يحمل جواز السفر اللبناني، لم يصدر بعد أي موقف أو توضيح من الدولة اللبنانية أو وزارة الخارجية والمغتربين، وكأن الدولة غير معنية بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد أو أنها أوكلت أمر الرجل إلى حزب الله.