الكل يتحدث عن التغيير. لكن لا أحد يجرؤ على الوصول إليه.
 

 هذا الشعب الذي كان وقودا لحروبها العبثية أبان الحرب الأهلية. كان اللبناني يأمل أن تقوم دولة عادلة تؤمن له العيش الكريم، بعد أن قدم الغالي والنفيس في سبيل ذلك، واوهمته تلك الأحزاب أنها تقاتل للوصول إلى هذا الهدف، وعندما دخلت السلطة نسيت كل وعودها، وتعاملت مع الدولة على أنها البقرة الحلوب التي يجب أن تستفيد منها، ومنعت على غير المحازبين من الدخول إلى جنة السلطة، منع أصحاب الكفاءة من تولي المسؤوليات. واقتصر الأمر على من يسبح بحمد الزعيم ويتملق له. 
بعد كل هذا الوقت اللبناني غارق بما أنتجته هذه السلطة الفاسدة. غرق في النفايات. غرق في العتمة. لا توجد مياه. لا طرقات سليمة. وفوق كل هذا الضرائب لا تطال إلا الطبقة الفقيرة. لا يوجد سياسة زراعية. ولا سياسة إنتاجية. والمضحك المبكي عندما تسمع الوزير أو النائب يشكو من إهمال الدولة. وفوق هذا كله لم يستطيعوا أن يشرعوا قانون انتخاب عصري. دمقراطي حقيقي. بحجة الإلغاء. السياسي اللبناني يخاف الإلغاء؟ هل يعني هذا أنه لا يثق بشعبه؟ هل يعني هذا أن السياسي اللبناني شعبيته الحقيقية لا توصله إلى الندوة البرلمانية؟ وأن شعبيته زائفة لم يأخذها بالطرق الصحيحة. وإنما بالخداع. 
الكل يتحدث عن التغيير. لكن لا أحد يجرؤ على الوصول إليه.