لماذا يمنع وجود كتب للسيد فضل الله في معرض النجف ؟
 

لم ينفع تهافتُ الايضاحات من منظمي معرض "النجف الأشرف الدولي التاسع للكتاب" في تبديل قناعة من يعتقد ان منعاً متعمداً جرى لمشاركة المركز الاسلامي الثقافي التابع لمؤسسات المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله. "قمع فكري"، "غباء"، "محاربة للآخر"، "مواجهة مستمرة مع فكر السيّد المنفتح"، "دواعش من نوع آخر"، عبارات حفلت بها تعليقات المعترضين على عدم تمكن المركز من المشاركة في المعرض الذي ضمّ نحو 50 ألف عنوان كتاب وضاق بكتب السيّد المجدد مقتصراً على بضعة عناوين منها، ثمة من يعتقد انها وجدت لدحض الحجة القائلة بمنع كتبه.

"حظر الكتب في معارض الكتاب في القرن الـ21 غباء"، موقف حاسم للسيّد جعفر فضل الله الذي يحيلنا الى مدير المركز السيد شفيق الموسوي لسرد الحكاية. فيروي لـ"النهار" ان "طلباً للمشاركة قُدِم في مطلع الشهر الاخير من السنة الفائتة، تبعته مراجعات عدّة للمنظمين من دون ان نحصل على اجابة، واستعصت معرفة حقيقة الاعاقات التي وضعت امامنا حتى خلال زيارتي النجف ولقائي عدداً من الشخصيات المسؤولة في العتبة العلويّة، الجهة المنظمة للمعرض".
اذاً حجة التأخر في تقديم الطلب ساقطة في نظر الموسوي ولا شيء يشرح ما حصل "سوى الرغبة في تطويق الفكر المجدد للسيد الراحل من قبل مجموعة تتصرف بانفعالات وأحقاد شخصية ولا يروقها ما يدعو اليه الفكر الاسلامي المنفتح... انهم يضيقون بكل تجديد ودعوة لحوار".
ردّ مدير المعرض عبد الرزاق الشيباني بدا جاهزاً حين اتصلت "النهار" به "لقد رُفضت مشاركة المركز كما رُفضت مشاركة 50 دور نشر أخرى، فمساحات المعرض لا تتسع للمزيد من العارضين، وليس لدينا ما هو ضد فكر السيد فضل الله وتكفي الاطلالة على دورات المعرض السابقة ومشاركة المركز فيها لتسقط الحجة القائلة بتعمد المنع".
يرغب الشيباني بتدعيم حججه فيرسل الينا عبر "واتسىآب" فيديو يظهر ثلاثة كتب عن السيد فضل الله في المعرض. لكن هذا العدد الهزيل هو ما يستند اليه الموسوي لتأكيد قناعته بتعمد المنع، "يتحدثون عن ثلاثة عناوين من أصل آلاف العناوين الموجودة في المعرض، كما ان شهود عيان اكدوا لنا وجود مساحات فارغة كبيرة، وصحيح اننا شاركنا في دورات سابقة وحققنا أرقام مبيعات كبيرة، ولعلّ اقبال الجمهور على فكر السيد فضل الله هو ما أزعجهم علماً ان في السابق هناك عناوين للسيد منعت ككتاب "الأنسنة" بسبب الضيق الفكري، وفي رأيه ان من "يتحكمون بالأمر متعصبّون لأفكارهم وكيف صودف ان الممنوعين بينهم مركزنا ودور تابعة للسيد الحيدري الذي لا تروقهم أفكاره أيضاً".