جرى إجتماع منذ يومين في أنطاليا بتركيا جمع رؤساء أركان الجيوش الأميركية والروسية والتركية لتنسيق العمل العسكري.
 


الإجتماع ضم رئيس أركان الجيش الأميركي جوزيف دانفورد والروسي فاليري غيراسيموف والتركي خلوصي آكار وتمحور النقاش فيه على محاربة الإرهاب في كل من سوريا والعراق.

أربع ملفات في الإجتماع:

ناقش المجتمعون أربع ملفات طاغية على المشهد في سوريا والعراق وهي الوضع في مدينة منبج التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية  وعملية تحرير الرقة وإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري وتحرير مدينة الموصل حيث التواجد التركي في قاعدة بعشيقة.

إقرأ أيضا : ما قبل عاصفة منبج.... الأكراد يسلمون قرى للنظام السوري والجيش الأميركي ينتشر داخل المدينة
والإجتماع أتى بعد التطورات الهامة التي شهدتها منطقة شمالي سوريا بعد سقوط مدينة الباب بيد الجيش التركي والتقدم الذي حصل في معركة الموصل.
لذلك تختلط الأوراق كثيرا في المنطقة الشمالية لسوريا بالأخص ويحاول المجتمعون فصل قواتهم في مدينة منبج وتوحيدها نحو تحرير مدينة الرقة وإخراج تنظيم الدولة الإسلامية منها.

صعوبات ومشاكل:

وجاء الإجتماع في سياق لحظة توتر كبيرة وغليان بين الأطراف المتقاتلة في الشمال السوري.
فالجيش التركي يرفض مشاركة أكراد سوريا بعملية تحرير الرقة ويقترح مشاركة البشمركة فيها ويطالب بخروج قوات سوريا الديمقراطية " قسد " من مدينة منبج التي وضعها كهدف ثان بعد الباب.
فيما يرفض كل من الجانبين الأميركي والروسي التعرض  ل"  قسد " والأكراد بشكل عام ولذلك قام الجيش الاميركي بنشر قوات له للفصل بين المتنازعين داخل وحول مدينة منبج.

إقرأ أيضا : حرب ضروس في الشمال السوري.... الأكراد يسلمون قرى منبج للنظام والجيش التركي يتوجه نحوهم
أما الروس فإتفقوا مع الأكراد على تسليم القرى المحاذية لخط التواجد العسكري التركي إلى النظام السوري.
لذلك كان لا بد من هذا الإجتماع من أجل تنسيق الجهود بين الاطراف الثلاثة لتفادي أي إصطدام محتمل.
وهذا الإصطدام بدأت معالمه اليوم بعد أن أعلن إعلام النظام السوري عن قصف الجيش التركي للقوات النظامية السورية في ريف منبج الغربي ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من الجانب التركي عن الحادثة.
أما في الجانب العراقي من المعركة ضد داعش،  لا يزال تواجد الجيش التركي في شمالي البلاد محط جدال بعد المطالبات المستمرة من الجانب التركي بمنع مشاركة قوات الحشد الشعبي العراقي من دخول المدينة.
وتخشى تركيا مع إقتراب الحسم في الموصل من مخططات لتهجير السكان هناك ما يزيد العبء عليها داخليا وهي التي تستقبل حوالي 2 مليون لاجىء سوري وما يحمله هذا الرقم من أعباء أمنية وإقتصادية وإجتماعية على حكومة رجب طيب أردوغان.
لذلك كان بيان إجتماع أنطاليا مختصرا ومؤكدا على محاربة كل التنظيمات الإرهابية في سوريا.

أين إيران؟

وكون الإجتماع كان يخص الأزمة السورية والعراقية فقد كان مستهجنا عدم مشاركة الجانب الإيراني وحتى عدم دعوته لأنه لم يصدر أي موقف إيراني برفض أو قبول المشاركة وهذا يؤكد عدم وجود دعوة بالأساس.
والأصل في الإستغراب هو أن إيران تعتبر من أقوى اللاعبين داخل سوريا والعراق ولم تحضر هكذا إجتماع.

إقرأ ايضا : قوات دلتا أميركية في سوريا قريبا ومناطق آمنة في الشمال والجنوب
فرأى بعض المراقبين بأن حضور الجانب الروسي كاف لطمأنة الهواجس الإيرانية فيما رأى آخرون أن الأمر جزء من حملة الرئيس دونالد ترامب وبدعم من إسرائيل لمحاربة إيران والقضاء على تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط.
ويظهر ملامح لهذه النوايا من خلال بيان أنطاليا المقتضب والذي ركز على محاربة كل التنظيمات الإرهابية، وكون أميركا في الإجتماع فإنها تعتبر حزب الله تنظيما إرهابيا يهدد مصالح إسرائيل بالمنطقة ما يفتح باب الإجتهاد واسعا أمام العديد من التفسيرات لغايات البيان وتوقيت الإجتماع.

إقرأ أيضا : التوتر على أشده بين إيران وتركيا
وهناك من يرفض هذه المغالاة في التحليل ويستند على إختلاف كل من واشنطن وأنقرة على الدور الكردي في سوريا فأميركا لا تعتبر"  قسد " تنظيم إرهابي فيما تعتبره تركيا تنظيما إرهابيا لا يختلف عن داعش ويرون بالغياب الإيراني في الإجتماع إنعكاسا طبيعيا لضعف التواجد الإيراني في الشمال السوري أصلا والذي يتوقف عند بوابات حلب فقط.
وعليه، تبقى تداعيات هذا الإجتماع بالشكل والمضمون مؤشرا لمشهد جديد وتفاعلات أكبر وأخطر في الأزمة السورية.