قدّر مراقبون إسرائيليون أن توجه حزب "البيت اليهودي"، برئاسة وزير التعليم نفتالي بينيت، لإجراء انتخابات تمهيدية مبكرة على رئاسة الحزب، تنبع بالأساس من استعدادت يقوم بها الحزب اليميني المتطرف لليوم الذي سيلي عهد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.

ولفت المراقبون إلى أن توجه "البيت اليهودي" لخلافة حكومة "الليكود" برئاسة نتنياهو لم يعد بالأمر الخفي، وأن حزب بينيت لديه طموح لتشكيل الحكومة المقبلة حال اضطر نتنياهو لتقديم استقالته، على خلفية شبهات الفساد التي خضع بسببها للتحقيق أربع مرات حتى الآن منذ مطلع كانون الثاني الماضي، وأن بينيت يحظى بدعم تيارات اليمين المتطرف على أساس تمثيل هذا التيار في مواجهة تشكيل كتلة محتملة تضم أحزاب اليسار والوسط.

وأكدت صحيفة "معاريف" عبر موقعها الالكتروني، اليوم الخميس، أن حزب "البيت اليهودي" ومعه تيارات تقف في أقصى يمين الخارطة السياسية، أصبحت على قناعة بأن بينيت هو الأجدر بتشكيل الحكومة المقبلة، حال صدرت ضد نتنياهو مذكرة اتهام رسمية في نهاية مسيرة التحقيقات، واضطراره لتقديم استقالته، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة.

وكشف الموقع أن بينيت أصدر يوم أمس الأربعاء، تعليمات لمدير عام حزبه نير أورباخ، للبدء بإعداد خطة إجراء انتخابات تمهيدية مبكرة على رئاسة الحزب، قبيل عيد الفصح المقبل، والذي يبدأ الاحتفال به بين اليهود منتصف نيسان، ما يعني أن الإجراءات التي يحاول بينيت تمريرها تجري على قدم وساق.

وقرر أورباخ عقب تلقيه تعليمات رئيس حزبه عقد إجتماع باللجنة الانتخابية ودعوة الأمانة العامة للإجتماع، مساء أمس الأربعاء، بهدف المصادقة على طلب بينيت وتحديد جدول زمني للانتخابات المبكرة على رئاسة الحزب، وهو ما حدث بالفعل.

ونقل الموقع عن مراقبين أن بينيت يسعى لاستغلال ما وصفوها بسلسلة النجاحات التي حققها مؤخرًا، ومنها على سبيل المثال تمرير "قانون التسوية"، وهو قانون مشبوه يتعلق بتقنين وضع المستوطنات اليهودية المقامة على أرض فلسطينية، تجنبًا للجوء أصحاب هذه الأراضي للمحكمة العليا الإسرائيلية ومن ثم الاضطرار إلى القيام بعمليات إخلاء على غرار ما حدث في مستوطنة "عمونا" المتاخمة لرام الله.

وأضاف المراقبون أن تمرير هذا القانون الذي يرقى لطموح اليمين المتطرف والمستوطنين، فضلاً عن الثناء الذي ورد في تقرير مراقب الدولة الأخير بشأن أداء بينيت إبان عدوان "الجرف الصامد" على قطاع غزة، صيف 2014، كل ذلك دفع رئيس الحزب المتشدد للذهاب إلى تحصين وضعه من خلال إجراء انتخابات مبكرة تقوده مجدّدًا إلى رئاسة الحزب وتجدد الثقة به، تمهيدًا لخوضه الانتخابات على رأس قائمة انتخابية، تضم أحزاب اليمين واليمين المتطرف.

ويحظى بينيت بدعم كامل من أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب "البيت اليهودي" على خلاف شخصية مثل يتسحاق هيرتسوغ، زعيم المعارضة، على رأس حزب "المعسكر الصهيوني"، والذي سيكون عليه مواجهة الانقسام الحاد داخل حزب "العمل" الذي يرأسه، فضلاً عن طموح العديد من الشخصيات البارزة في هذا الحزب للوصول إلى رئاسته، في حال أراد أن يخوض الانتخابات القادمة ممثلاً لتيارات الوسط وربما اليسار.

وأطلع زعيم "البيت اليهودي" أمس الأربعاء، شركاءه الأساسيين بالحزب المتشدد بشأن الخطوة التي يسعى إليها، وتفيد تقارير أن هناك حالة من الإجماع بين هؤلاء بشأن ترشح بينيت لرئاسة الحكومة المقبلة، حال تم الذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة إذا استقال نتنياهو.

وتعد وزيرة العدل بحكومة الاحتلال، آيليت شاكيد، أبرز الداعمين لمواقف بينيت، وينظر إليها على أنها الشخصية الثانية في هذا الحزب.

وتشير التقارير إلى أن شاكيد تدعم خطوة إجراء الانتخابات التمهيدية المبكرة داخل حزب "البيت اليهودي" تمهيدًا لإعادة انتخاب بينيت رئيسًا له، ومن ثم تمثيله لهذا التيار خلال الانتخابات المقبلة في ظل منافسة شرسة مع الأحزاب اليسارية والوسطية الحالية، هذا بخلاف إمكانية ظهور أحزاب جديدة يمكنها أن تسحب من رصيد "البيت اليهودي"، ومن ذلك الحزب الذي يسعى وزير الدفاع السابق موشي يعلون لتشكيله، فضلاً عن حزب "زيهوت" اليميني الجديد الذي يترأسه موشي فيغلين، النائب السابق عن حزب "الليكود".

(ارم)