أثبت العماد ميشال عون ولاءه الكبير لحزب الله وربما كان ذلك على حساب لبنان ، فإلي أي مدى تستطيع البلاد تحمل تبعات هذه العلاقة وما هي تأثيراتها على لبنان وعلاقاته ومحيطة العربي والدولي.
 

يخطىء من يعتقد ولو للحظة أن زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون بوصوله إلى قصر بعبدا يمكن له أن يخرج من تحت عباءة حزب الله. وأن موقع الرئاسة قد يتيح له السير في خط موارب للخط المتوافق عليه بينه وبين حليفه القوي، بعد التفاهم الذي تم بينهما خلال لقاء كنيسة مار مخايل عام 2006. أو أن امتلاكه لصلاحيات رئاسة الجمهورية قد تشعره بالتفكير بأنه قد أصبح لديه هامشا يحرره من قيود التزامه بأملاءات حزب الله، او بأنه بات يملك مساحة من الحرية تسمح له باتخاذ قرارات او على الأقل بأطلاق تصريحات قد لا تكون متطابقة تماما مع سياسة الحزب. 
ففي أعقاب انتخاب عون رئيسا للجمهورية ومبادرة المملكة العربية السعودية بإرسالها موفدا من قبل الملك إلى لبنان لتتصدر لائحة المهنئين له المنصب الجديد ودعوته لزيارتها لتكون الرياض المحطة الأولى لجولته الخارجية، وكذلك فإن كلام الرئيس عون الهاديء والرصين مع الملك سلمان بن عبدالعزيز في اللقاء الذي جمعهما، ورأى فيه بعض المحللين والسياسيين أنه قد يكون في ذلك رغبة لدى الرئيس لاستعادة التفاهم والتعاون مع السعوديه قد تفتح بابا للحصول على مساعدات اقتصادية ومالية وعسكرية، الأمر الذي أوحى باحتمال مبادرة أطراف داخلية وخارجية لفتح علاقة مع الرئيس ميشال عون قد تنسف تحالفه مع حزب الله. 

إقرا أيضا:  لبنان ممر إيران إلى القدس

إلا أن بعض التعليقات التي ساقتها صحف سعودية أكدت على أن لا شيء جدي قد تغير في مواقف الرئيس اللبناني، وليس هناك ما يوحي بتغيير سياسي او بانقلاب في مواقفه قد تؤدي إلى اهتزاز العلاقة مع حليفه حزب الله. 
وخلافا لكل الوعود إذ أنه لم تكد زيارة الرئيس عون إلى السعودية تنتهي حتى بادر حزب الله إلى فتح حرب إعلامية على المملكة ما يعني إشعال العلاقة معها والتي تؤدي حتما إلى نسف كل نتائج الزيارة، وتؤكد على نفي إمكانية حصول أي تغيير بعد انتخاب عون سيما بعد الكلام الذي جاء على لسان قريبون من الرئيس ويحمل مسحة كبيرة من التفاؤل بأن الزيارة إلى السعودية قد تشكل مدخلا للعب دور الوساطة بين الرياض وطهران. 
إلى أن جاءت المقابلة التلفزيونية الأخيرة التي أجرتها معه قناة ال سي. بي. سي. حيث قال عون أن  الجيش ليس قويا كفاية ليحارب إسرائيل، ولذلك نحن نشعر بضرورة وجود سلاح المقاومة ليكمل سلاح الجيش ، وهذا كلام لم يأت على عواهنه او أنه - وكما جرت العادة - أنه كلام مجتزأ او أن هناك سوء تفسير او فيه شيء من التسرع. بل على العكس من ذلك فالرئيس عون يعي جيدا ما يقول ويقصده بالحرف،وهو بالتحديد موقفه من سلاح حزب الله، وتأكيد على ثوابت العلاقة مع الحزب والتزام بما تمليه عليه قيادة الحزب، ولو أدى ذلك إلى ضرب علاقة لبنان بمحيطه العربي او بمصالحه مع المجتمع الدولي. 
وتشير المعلومات إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طلب من عون قبل المقابلة التلفزيونية إطلاق موقف مؤيد لسلاح الحزب في هذه اللحظة الإقليمية الدقيقة والحساسة والتي يتخللها تهديدات وتهديدات مضادة في المنطقة، وذلك في خطوة يعتبرها حزب الله ضرورية لتوجيه رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن موقف الدولة اللبنانية متطابق تماما مع موقفه من مسألة السلاح. 

إقرا ايضا: إعجاز القانون الإنتخابي

ومن الطبيعي أنه سيترتب على موقف الرئيس عون من سلاح حزب الله أصداء سلبية على المستوى الإقليمي والمستوى الدولي خصوصا مع المعلومات التي تم تسريبها من أروقة الأمم المتحدة والتي تشير إلى أنه لم يعد هناك من حاجة لاستمرار قوات اليونيفيل التى ترعى القرار 1701 ما دام رئيس الجمهورية يغطي سلاح حزب الله بما يتناقض مع القرارات الدولية. 
يبقى أن الجميع بانتظار موعد القمة العربية المقرر انعقادها أواخر شهر آذار الجاري، وماذا سيكون موقف الرئيس اللبناني في البيان الختامي ؟ 
فهل يستخدم صلاحياته وقوته التي يتغنى بها ويقود البلد للركون في حضن أشقائه العرب؟ ام أنه يبقى على وفائه لحليفه حزب الله ويقدم لبنان على طبق من ذهب الى المحور الايراني، وهذا هو الارجح، وبذلك يكون العماد ميشال عون رئيسا لحزب الله وليس رئيسا للبنان.