تشهد منطقتنا العربية حربا شعواء على التاريخ الفني والثقافي والادبي في وطننا العربي خصوصا في بعض الدول التي التي أنعم الله عليها  "بسحر وجمال"  الربيع العربي أعني بذلك جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية , وقد تناقلت وسائل الإعلام خبر إعدام تمثال أبي العلاء المعري بقطع رأسه في معرة النعمان في محافظ ادلب في سوريا وكذلك أعلن عن اختفاء تمثال الشاعر محمد الفراتي في مدينة الفرات في محافظة دير الزور .
كما شهدت مصر خلال الأشهر الماضية حملة يقودها بعض الإسلاميين والسلفيين تطالب بتغطية التماثيل والنُصُبْ التي تعود للفراعنة وبعض الادباء والشعراء والفنانين في مصر وقامت جماعات دينية متطرفة بتحطيم تمثال للكاتبة المصرية عائشة عبد الرحمان المعروفة " ببنت الشاطيء " في طنطا وتم تدمير تمثال لرأس الرئيس جمال عبد الناصر كما أحرق إسلاميون تمثالا للمخرج السينمائي محمد كريم .
وذهب هؤلاء إلى أبعد من ذلك بكثير فقد دعى بعض الدعاة السلفيين  إلى هدم الآثار المصرية واعتبروا أن الاهرامات الثلاثة وتمثال أبو الهول هي أصنام يجب تدميرها بالكامل كي لا تعبد من دون الله .
واعتبر الشيخ يوسف البدري أن هدم الآثار والتماثيل الموجودة في مصر واجب شرعا وكذلك دعى الشيخ السلفي مرجان سالم الجوهري الى تحطيم نصب أبو الهول والأهرامات وكل التماثيل الموجودة في مصر وقال سيأتي يوم ويستيقظ المصريون فيه فيجدون مصر إسلامية خالية من التماثيل والأصنام . وأعلن في مصر منذ أيام عن اختفاء تمثال الأديب الكبير طه حسين من شارع كورنيش النيل وسط ميدان مدينة المنيا في صعيد مصر والمشهد الاكثر استغرابا أن يعمد بعض الإسلاميين على اعتلاء تمثال كوكب الشرق أم كلثوم وإلقاء النقاب على رأسها لتختزل هذه الصورة المشهد المأساوي للحكم الذي يرتدي عباءة الإسلام وللفكر الذي يدعي التديُّن , إنها دعوة بلباس الإسلام للقضاء على تاريخ مصر وحضارة مصر وأدب مصر وثقافة مصر والفن العريق الذي حملته مصر ,إنها دعوة بلباس الدين للقضاء على الثقافة العربية المدنية في عالمنا العربي إن هذه المحاولات المضحكة والمبكية في آن هي الصورة الخاطئة عن إسلام محمد
ودين محمد وإن هذا النقاب على رأس أم كلثوم هو نقاب يضعه الإسلاميون على حقيقة الاسلام السمحة وعلى حضارة الإسلام وعلى الفكر الإسلامي الذي يدعو دائما الى الانفتاح والتحرر .


كاظم عكر