نشر موقع لبنان الجديد بتاريخ 24 من الشهر الجاري نص الفتوى التي صدرت عن المرجع الايراني الوحيد الخراساني في مقال تحت عنوان "فتوى الخراساني فتنة بين المسلمين "سعى المقال لتوضيح الأثار السلبية لمثل هذه الفتاوي من مرجع بحجم الوحيد الخراساني وتأثيرها على بث الفرقة بين المسلمين وتأجيج الإحتقان الطائفي والمذهبي بين السنة والشيعة خصوصا، وأوضح المقال أن فتاوى من هذا النوع وآراء من هذا القبيل كفيلة ببث روح العدائية تجاه المذهب الشيعي من قبل المذاهب الأخرى.
أخذ الموقع على عاتقه نشر السلبيات الكبيرة لمثل هذه المواقف وفي هذه المرحلة بالذات وكان حريصا على التخفيف من حدتها عبر نشر مقالات أخرى لكتاب شيعة ترفض هذه اللغة وتعتبر أن الوقت غير مناسب لنبش الماضي والخوض في تفاصيله التي لا تفيد المذهب الشيعي من بعيد او قريب .
وفي هذا الوقت إنبرى جمع من القراء وبعض المتطفلين لتوجيه الإنتقادات للموقع والدفاع عن المرجع الخراساني واعتبار من نشره الموقع تطاولا على موقع المرجع الخراساني وانتقاصا من شأنه باعتباره مرجعا للطائفة الشيعية .
إن موقع لبنان الجديد يهمه أو يوضح أن نشر فتوى الخراساني وما تبعها من المقالات التي رفضت مثل هذه الفتوى هو من باب الحرص على وحدة المسلمين ودرء الفتنة والحد من نتائج مثل هذه الفتاوي والمواقف والتصريحات التي لا تفيد الامة في شي خصوصا في المرحلة الراهنة وهي تعمل على بث الفرقة والتعصب بين المسلمين وهذا ما يرفضه الموقع من أي جهة كان سواء مرجعية دينية أو سياسية أو حزبية أو غيرها .

إقرا أيضا: التطرف الشيعي

وفي الوقت نفسه كان الموقع حريصا على مقام سماحة المرجع إلا أن الإنتقاد لازم وضروري لتصويب وجهات النظر خصوصا عندما يتعلق الامر بالامور الفتنوية التي تصيب المذهب وتؤثر عليه وتهدده .
ورد إلى الموقع جملة رسائل من بعض المتطفلين بعنوان الدفاع عن المرجع الخراساني إلا أنها كانت إدانة جديدة له إذ لا فرق بين أن يكون التصريح الذي صدر عن الخراساني بعنوان  الفتوى أوالبحث، وفي كلا الحالتين أخطأ الخراساني في التطرق إلى هذا الموضوع الحساس والخطير الذي استدعى ردا مدويا من المرشد الأعلى علي خامنئي الذي تبرأ فيه من تصريحات الخراساني في بيان صادر عن مكتب الخامنائي بمشهد والذي ورد فيه :
 إلى جميع إخواني... سنة وشيعة... وبعد:
أقدّم لكم خالص اعتذاري وأسفي عمّا صدر من أحد رجال الدين الشيعة المحسوبين على خط أهل البيت (عليهم السلام)، وأشهدكم جميعاً:
"اللهم إني أبرأ إليك مما صنع الوحيد الخراساني".
فالشيعة مسلمين في خط أهل البيت (ع) الذي يمثل الخط الإسلامي الأصيل البعيد عن الخرافيين والمتخلفين الذين يحاولون إقحام الخرافة والغلوّ في منهج أهل البيت (ع)، ومنهج أهل البيت بريء من ذلك.

إقرا أيضا: الخامنئي يتبرأ من تصريحات المرجع الخراساني حول قضية الزهراء

{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشهد المقدسة
 إن كل التبريرات التي وصلت إلى لبنان الجديد لا ترقى إلى عمق المعرفة ولم تلتفت إلى عمق الأزمة التي تشكلها هكذا تصريحات وهي تضر بالدرجة الأولى المذهب نفسه وتجعله عرضة للسخرية والتوهين والتهديد في مرحلة ما زال فيها المذهب يتعرض لأبشع الإنتقادات وأقسى التهديدات على امتداد خريطة التشيع في المنطقة .
وإن إثارة موضوع بهذه الحساسية وبالطريقة التي جرى فيها هو نكأ في الجراح الطائفية والمذهبية وتسويق جديد للغة الفتنة والتحريض بين المسلمين وهو خدمة مجانية نقدمها للمتربصين بالأمة الاسلامية على امتداد الوطن العربي والاسلامي .
وبناء عليه فإن الإنتقادات التي نوجهها لأي كان هي للتوضح والتصويب خصوصا أن رأي المرجع أي مرجع كان يحتمل الخطأ الصواب وقد كان نشر رأي الخراساني هذا سواء فتوى أو بحث او نقاش هي خطأ قاتل على كل صعيد .