ضجة اثارتها جلسة مجلس الوزراء يوم أمس، بعد ان قام رئيس الحكومة سعد الحريري بطلب سندويشات للوزراء الذين جاعوا مشيدا بالتطبيق المجاني، متجاهلا ان اللبنانيين لا يجرؤون على طلب الطعام سندويشات اجلت اقرار سلسلة الرتب والرواتب لتبقى الى جانب الرغبة في تخصيص قطاع الكهرباء امنية في زمن الفاسدين والمرتشين.
 

أولاً: تطبيقات ذكية...
تمكّن رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري اليوم من حلّ معضلة إضافية يواجهها اللبنانيون هذه الأيام، فقد قام رئيس الحكومة بطلب "سندويشات" وفق تطبيقات ذكية على هاتفه الذكي ليُطعم الوزراء الذين عانوا من  مشاقّ الجوع التي ألمّت بهم لأول مرة في تاريخ لبنان ،مع أنّهم كانوا عاكفين على نهش المليارات، والتطبيق الذي استدعى إشادة وزير الإعلام به، يوفّر على المواطن كلفة التخابر عند طلب الطعام من المطاعم، هذا مع التذكير لرئيس الحكومة والوزراء أنّ هذا المواطن الذي يعاني من ضيقٍ في العيش، وشحٍ في الخدمات، وانكماشٍ في الاقتصاد، لا يجرؤ في معظم الأحيان على زيارة أقرب مطعم لمنزله.
ثانياً: إبداع حكومي أم إبداع إعلامي؟

إقرا أيضا: القوات تقتحم مغارة باسيل الكهربائية

وزير الإعلام يُطمئن اللبنانيين أنّ دراسة بنود الموازنة قد تمّت بحمد الله (الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه) . اختلافات بسيطة لا تتعدّى بضعة مليارات هنا، أو بضعةٍ هناك، والكُلُّ راضٍ، أكثر من أحد عشر مليار ليرة كلفة قرطاسية المكاتب الحكومية، هذا في زمن الكمبيوتر والتطبيقات الذكية، وبحسبة بسيطة على يد أحد الخبراء، مليون دولار كلفة قرطاسية لكل يوم عمل، وما خفي أعظم. إلاّ أن ما تجلّى من إبداعٍ عند الوزير هو قوله أنّ ما بقي من بنود الموازنة هي سلسلة الرتب والرواتب، وعليه، يمكن ترحيل هذا البند للجلسة الأخيرة بعد أن اطمأنّ الوزراء ورؤساء الكتل على سلامة حصصهم وتأمين موارد عيشهم، ولا بأس أخيراً من تجرُّع هذه الكأس المرة، وذلك بتأمين موارد هذه السلسلة ببعض الضرائب التي لا تطال مصالح كبار المصرفيين والمستثمرين والطبقة السياسية، وتطال هذا الشعب الصابر.
ثالثاً: تخصيص الكهرباء وصدقية القوات...

إقرا أيضا: حكومة الحريري المؤقتة..الزواج المؤقت

تردّد في الآونة الأخيرة أنّ الدكتور جعجع ربط ضرورة تخصيص قطاع الكهرباء مع إقرار الموازنة، وتركت هذه الخطوة الجريئة بارقة أمل عند المواطنين في بدء مسيرة "إصلاحٍ وتغيير" حقيقية، وما زال المواطنون الحريصون على سلامة وضع البلاد المالي بانتظار تحقيق هذه الأماني، وأن لا تذهب "صدقية القوات" هباءً أمام هول الفاسدين والمرتشين ومافيات الكهرباء والمُولّدات.