تشكل العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، في الفترة الأخيرة، مادة دسمة بالنسبة إلى العديد من المحللين والمتابعين للشأن اللبناني، خاصة مع بروز خلافات بينهما في عدد من الملفات على رأسها ملفي الكهرباء والقانون الانتخابي.

وملف الكهرباء ليس الوحيد الذي يختلف حوله التيار والقوات فهناك مسألة القانون الانتخابي التي تعد اختبارا حقيقيا للطرفين، خاصة مع تسجيل ميل لدى الأول لاعتماد طرح حزب الله القائم على النسبية، فيما يصرّ الثاني على تبنّي خيار النظام المختلط، يدعمه في ذلك كل من اللقاء الديمقراطي وتيار المستقبل.

ومعلوم أنّ النسبية تصبّ في صالح التيار البرتقالي لأنها ستفتح أمامه خيارات أرحب لا تجعله مضطرا إلى الدخول في تحالفات خاصة بعد تلويح حليفه الآخر حزب الله بأنه لن يدعم أي قائمة مشتركة بينه والقوات، وأنه لن يراعي منطق "حليف حليفي هو حليفي". ويرى محللون أن تهديد الحزب لا يستهدف فقط جذب التيار الوطني الحر إلى خندق النسبية، بل أيضا إعلان حرب على القوات ومنعها من تحقيق نجاح مهم في الانتخابات النيابية المقبلة.

ولا يُخفي حزب الله قلقه من التقارب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، حيث يعتبر أن هذه الثنائية ستشكل معضلة كبيرة له في المستقبل.

ورغم أن حزب القوات خفف في الأشهر الأخيرة من نبرة التصعيد مع حزب الله، إلا أنّ الأخير مصر على ما يبدو على رفض أي تهدئة مع الحزب الماروني، وهو يضع في قمة أولوياته بالداخل اللبناني نسف التقارب بينه والتيار البرتقالي، ولن يجد بالتالي أفضل من إقناع الأخير بالنسبية.