هل تتوتر الأجواء بين التيار الزطني الحر والقوات اللبنانية بسبب ملف الكهرباء ؟
 

أولاً: وضع الكهرباء المزري

أربع وعشرين مليار دولار خسائر كهرباء لبنان خلال العقد الماضي في أقلّ التقديرات، يدفعها المواطنون ونعمة الكهرباء مفقودة، والعتمة حاضرة بتقنين مدروس، مبالغ ضخمة تبتلعها مافيات الفساد والسرقات والهدر المنظّم ، ويتصدّر المسؤولون قائمة الفاسدين والمرتشين، حتى طرحت القوات اللبنانية بالأمس صرخة مدوية بضرورة علاج مشاكل الكهرباء المستعصية، ووقف الهدر، والشروع بالخصخصة التي يمكن أن تؤمّن الكهرباء وتوقف النزف المالي.

إقرأ أيضا : حكومة الحريري المؤقتة..الزواج المؤقت

ثانياً: الاقتراب من مغارة باسيل

تخاطر القوات اللبنانية في طرح الإصلاح وبتر الفساد في المجال الذي يحتله منذ حوالي عقد من الزمن الوزير جبران باسيل، فقد سبق له أن شغل منصب وزارة الطاقة، وتمكن أخيراً من توزير مستشاره السابق السيد سيزار أبي خليل لحقيبة الطاقة، وباسيل صاحب فضيحة المليار ومئتي مليون دولار التي ذهبت لقاء استجرار الطاقة بواسطة الباخرة سيئة الصيت فاطمة غول، لذا كان متوقّعاً أن تتوتر العلاقات القواتية- العونية نتيجة إقحام القوات نفسها في قطاعٍ يحتكره صهر الرئيس المدلّل جبران باسيل.

إقرأ أيضا : إلغاء جلسة أمس، إلغاءاً لإقرار الموازنة؟

 

ثالثاً: محاولات تلطيف الأجواء

تطوّع النائب القواتي أنطوان زهرا ونائب التيار الوطني ألان عون مع بعض المسؤولين في التنظيمين للتأكيد على متانة التحالف القواتي-العوني، وأنّ أزمة الكهرباء الطارئة لن تُفسد الوُدّ القائم بينهما، في حين تُنذر هذه الأزمة باحتكاكات متوقّعة لا تُعرف عواقبها إذا تواصل الهجوم القواتي لإحداث إصلاح جذري في أكثر القطاعات هدراً وفساداً، مع توقّع تصلب شديد من قبل التيار الوطني دفاعاً عن عرينه في وزارة الطاقة التي تحوي كنوزاً لا يعلم المواطنون عنها إلاّ النّزر اليسير، وكل إصلاح وتغيير وأنتم بخير.