تستمر التحليلات الإعلامية والسياسية حول إنسحاب حزب الله من سوريا وإنتهاء دوره العسكري هناك ما هي التقديرات الجديدة مع بروز الدور الروسي الذي بدا مسيطرًا على الخريطة السياسية في سوريا
 

كثيرة هي الذرائع التي أستخدمها حزب الله لتبرير انخراطه في الحرب السورية إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد ضد معارضيه على إختلاف تلاوينهم ومنطلقاتهم. 

فمن الدفاع عن القرى الشيعية الحدودية إلى الدفاع عن المراقد المقدسة إلى الحرب الاستباقية للحؤول دون انتقال الجماعات الإرهابية إلى الداخل اللبناني إلى آخر معزوفة الاجتهادات التي كان يستنبطها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال خطاباته للسيطرة على جمهوره والهيمنة على تفكيرهم لاقناعهم بأن وجود مقاتلي الحزب في سوريا هو ضرورة لبنانية. 

لكن حقائق الأمور تؤكد على أن تورط حزب الله في المستنقع السوري هو ضرورة ايرانية وما كان له أن يدفع بجحافل مقاتليه إلى الداخل السوري لخوض حروب لا ناقة له فيها ولا جمل وعلى كافة الأراضي السورية لو لم يكن ذلك بناءا على رغبة ايرانية وبطلب شخصي من المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

وما ساعد الحزب على المشاركة في الأزمة السورية غياب أي موقف دولي رادع لهذه المشاركة نتيجة إرباك المجتمع الدولي في التعامل  مع  ثورة المعارضة السورية بوجه النظام. وذلك يعود إلى التدابير المتخذة من قبل الإدارة الأميركية السابقة للانكفاء عن الساحة الإقليمية وعدم وجود رؤية دولية واقليمية موحدة تجاه الأزمة السورية وتضارب الرؤى الإستراتيجية للأطراف التي تورطت في هذه الأزمة مباشرة او بطريقة غير مباشرة وبين مؤيد للنظام أو مؤيد لأطراف المعارضة المتنوعة الانتماءات والمتنازعة فيما بينها مع نشاط ملحوظ للعامل الإسرائيلي الذي نشطت أجهزة استخباراته للعب دور في ازكاء النار المشتعلة على معظم الأراضي السورية للحفاظ على التوازن العسكري للقوى المسلحة المتصارعة والمتنازعة والحؤول دون تمكين اي طرف لحسم هذه الحرب القذرة. وذلك بهدف إطالة أمدها.
 إلا أنه مع التبدل الذي طرأ على الموقف الأميركي بعد وصول الرئيس الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض واعتلائه سدة الرئاسة الأميركية والاستعانة بفريق عمل من المحافظين المتشددين والمناوئين للسياسة الإيرانية في المنطقة.

إقرأ أيضًا: صراع الهيمنة في الشرق الأوسط.
فإن اللحظة الدولية لم تعد مؤاتية لاستمرار إيران في العبث باستقرار المنطقة  واللعب بمصير الشعب السوري والمشاركة في صناعة المستقبل السياسي لها من خلال انخراطها الواسع في الحروب والمعارك التي تدور رحاها في المنطقة وخصوصا في سوريا.
ولم يعد بمقدور طهران تشكيل التغطية المطلوبة لميليشياتها التي استقدمتها من العراق وأفغانستان ولأداتها حزب الله اللبناني للاستمرار في في الحروب السورية الى ما لا نهاية، وذلك بعدما أصبحت روسيا تسيطر بشكل كامل على تفاصيل الخرائط العسكرية في سوريا وأن الميليشيات التابعة لأيران تحاول وبايعاز من طهران عدم الصدام مع الأجندة الروسية. 

وتؤكد مصادر قيادية في حزب الله في هذا الصدد أن إيران غير قادرة على مقاومة الضغوط الروسية وأنها تسعى إلى التعايش مع الوجود السياسي والعسكري الروسي في سوريا بانتظار تبدل شروط المرحلة الراهنة. 

ونقل عن هذه المصادر أن روسيا هي التي تشرف على اتفاقات المصالحة التي تجري في المناطق المحيطة بدمشق بوصفها الضامن والراعي لهذه الاتفاقيات. 

إقرأ أيضًا: مقاربة سعودية للواقع العراقي
ومن هنا فإن المخاوف تتفاقم في الأوساط القيادية لحزب الله من صفقة أميركية - روسية على حساب الوجود الإيراني في سوريا وفي ظل تنسيق روسي - إسرائيلي يطاول خصوصا منطقة الجولان والرغبة الإسرائيلية في قيام منطقة عازلة. 

وذكرت هذه المصادر أن موسكو تسعى لأحكام سيطرتها راهنا وفي المستقبل على كافة حقول النفط في سوريا كما على مشاريع التنقيب المستقبلية فيما باتت منطقة الرقة من حصة الأميركيين الذين سيعملون على تحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش. 

ويرى بعض المراقبين في تصريحات السيد حسن نصرالله الاخيرة ضد إسرائيل هي محاولة لتعبئة الرأي العام المناصر للحزب باتجاه احتمال قيام إسرائيل بحرب ضد قوات حزب الله في لبنان. وقد يكون ذلك تمهيدا لتبرير اي انسحاب من سوريا بحجة العودة إلى لبنان لمواجهة إي عدوان إسرائيلي محتمل.