بإسم الرايتينغ يسعى الإعلام العصري إلى تسجيل خبطات إعلامية لا تمتّ إلى الإعلام بأي صلة
 

 سبق جو معلوف أجهزة الدولة عندما أقنع المتفلّت من الأخلاق والعدالة معًا، جوزيف نقولا المعلوف الملقب بـ"البطة" من الحضور إلى مبنى المؤسسة اللبنانية للإرسال في أدما للمشاركة في برنامجه "هوا الحرية" ففتح الطريق أمام فرع المعلومات للقبض عليه وهو خارج من المحطة.
جوزف المعلوف الذي وزع تسجيلات بالصوت والصورة، وهو يتحدث بالهاتف إلى زوجة أحد الأطباء المعروفين، ثم يمارس معها الجنس تارة في عيادة زوجها، وطورا في الشاليه الذي تملكه مع زوجها في زحلة، وتدخل مطران زحلة للروم الكاثوليك عصام يوحنا درويش داعيًا أهالي المدينة إلى المحافظة على قيم العائلة، وعدم تبادل التسجيلات وتوزيعها، كلها أمور تدعو إلى " القرف " مما يعانيه هذا المجتمع الذي بلي بالمعاصي ولم يستتر.


إنطلق برنامج " هوا الحرية " الذي يقدمه الإعلامي جو معلوف يوم أمس الإثنين 27 شباط بعرض مقاطع من فيلم بورنو صادمة أخلاقيًا لما تحمله من إنحطاط إعلامي لن تبررها كل أهداف معلوف الذي عرض مشاهد لم يجرؤ مخرجو الأفلام الإباحية على عرضها على رغم من إخضاعه لرقابة صنّفته لفئة ما فوق سن الثامنة عشرة.

إقرأ أيضًا: أطفال تتسول فنتعاطف.. ماذا عن الدولة اللبنانية؟
فقد أخطأ جو عندما فتح الهواء لـ " إبن العيلة " جوزيف " زير النساء " لأكثر من ساعة، قبل أن تتحرك الأجهزة الأمنية وتلقي القبض عليه وتوقف هذه المهزلة الإعلامية، ليلقي علينا محاضرة عن قلّة الأخلاق وعما وصل إليه البعض من إستهتار بما يقوله مباشرة من دون رقيب أو حسيب، وكأن القضاء غير موجود والقوى الأمنية في خبر كان، وهو المطلوب بمذكرة قضائية بناء على شكوى تقدم بها زوج السيدة، التي تعرضّت للإبتزاز، بعد تجربة ضعف نتيجة إغراءات أو تهديدات معينة، أو بسبب ظروف غير طبيعية كانت تمّر بها، من دون أن يعني ذلك الدفاع عنها وتبرير ما قامت به.


ما يدعونا للأسف هنا هو تسابق وسائل الإعلام على إستضافة " البطة " وتحويله إلى بطلًا يتباهى بانجازاته الجنسية اللاأخلاقية، من دون تقدير الأضرار التي تعود على عائلته وعائلة ضحيته، إضافةً إلى عدم تمكن الأجهزة الأمنية من توقيف الجاني والتحقيق معه إلا عندما حضر الى التلفزيون في أدما، ما يعني أن المطلوب كان سيظل متواريًا لولا جهود جو معلوف وبفضل إعلام "الرايتنغ".

إقرأ أيضًا: بالصور- ترميم آثارات بعلبك أو تشويهها؟.. رائحة الصفقات بدأت تفوح!
 والحقيقة أن الاجهزة، أو بعضها، كانت تعلم حتمًا مكان وجوده، لكن لسبب أو لأخر، أو لدعم وغطاء سياسيين، أو لأسباب مالية نفعية، لم تقبض عليه، لكنها كانت لتجد نفسها محرجة فيما لو ترك يخرج من التلفزيون ويتوارى من جديد.